بقلم.. حسين بن عبد الله بن شهران*
جاء توقيع جمعية البر بجدة ممثلة بنادي البر التطوعي مؤخراً مذكرة تفاهم مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة والتي تضع إطاراً للتعاون بينهما لتعزيز العمل الاجتماعي وإثراء النشاط الثقافي والفني ودعم ورعاية المواهب وإقامة الفعاليات، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية والمساهمة في تنمية المجتمع وتعميق ثقافته وزيادة وعيه.. جاء ذلك كله ليقدم أنموذجاً على فاعلية المزاوجة بين الثقافي والخيري لتقديم مخرجات تثري المجتمع بأنشطتهما وتجسد دلالات الاضطلاع بالمسؤولية الاجتماعية باعتبارها من الثوابت التنموية الأصيلة التي تمخضت عن محاور رؤية 2030.
إن تفعيل أدوار الطرفين في المبادرات والمشروعات الاجتماعية والثقافية المختلفة، عبر تبادل الخبرات وتنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمشاركة في الفعاليات التعريفية بأنشطتهما يقدم نموذجاً حضارياً للعمل التكاملي ويعكس فاعلية الشراكات بين مختلف القطاعات باعتبارها من المحاور الاستراتيجية التي تتبناها غالبية المنظمات وتستلهم بها أهداف المشروع النهضوي.
وقد جاء اتفاق الطرفين على تعزيز أواصر التعاون ودعم العمل التكاملي بينهما لخدمة المجتمع في المبادرات المختلفة التي تشمل المجالات الأكاديمية والعلمية والبحثية والتدريبية والثقافية والتطويرية وتعزيز تبادل المنافع بما يعود بالخير على الجميع، ليؤكد أن المسؤولية الاجتماعية التي تترك أثرها المستدام لا تقتصر على قطاع الاعمال وحسب بل تمتد الى المؤسسات غير الربحية لتصب جميعها في بوتقة البناء المجتمعي، وتقدم الفكر السعودي السامي الذي يترك بصماته الإيجابية في كل مكان بما يساهم في تغيير أفكار أبنائنا وبناتنا والارتقاء بها لتجسد تلك الثقافة التنموية.
إن تسخير قدرات متطوعي جمعية البر، والأدوات المتوفرة بجمعية الثقافة في عدد من الجوانب كالتشجير ومعالجة التشوه البصري سيساهم بلا ريب في زرع ثقافة التطوع بما يحقق النفع العام.
وكم نتمنى أن تتعمق هذه التجربة في كافة المؤسسات، وأن تدرك جميعها أن أداء مسؤولياتها الاجتماعية يعتبر في مختلف الدول المتقدمة جزءا من منظومة تقييم الأداء، ويعتبر في بلادنا واجباً أخلاقياً ذا قيمة أصيلة في الوعي الجمعي.
*مدير إدارة وحدة التطوع بجمعية البر بجدة