بقلم: محمد سعيد أبو ملحة *
يحتفي العالم -منذ عام 1974م- في الخامس من يونيو كل عام باليوم العالمي للبيئة تذكيراً بأهمية الوعي بضرورة الحفاظ على المكتسبات البيئية والمساحات الخضراء.
ويأتي شعار هذا العام حاملاً عنوان: “استعادة النظام البيئي”، ليؤكد على ضرورة تضافر العمل الجماعي العالمي وتكامل منظومته لتقديم نموذج فريد في الحفاظ على البيئة، بما يجعل من هذا اليوم منصة عالمية لاتخاذ إجراءات جدية بشأن القضايا البيئية، وزيادة الوعي بضرورة تبني سلوك مسؤول من قبل المجتمعات والشركات والأفراد لحماية المكتسبات البيئية.
إن الحفاظ على البيئة يعتبر أحد محاور التنمية المستدامة التي أولتها رؤية المملكة 2030 اهتماماً خاصاً، بما يترجم محاور الرؤية التي تجسدت في المجتمع الحيوي والوطن الطموح والاقتصاد المزدهر والتي تمخض عنها الكثير من الأهداف وكانت التنمية المستدامة هدفاً رئيساً من بين منظومة الأهداف المتعددة لها.
ولعل إطلاق سمو ولي العهد للمبادرة الخضراء الخاصة بالمملكة والشرق الأوسط والتي ترسم توجه المملكة في حماية الأرض، يشكل رسالة للعالم كله بالدور المحوري الذي تقوم به بلادنا في هذا الجانب.. بما يرسم توجه المملكة في حماية الأرض والطبيعة، ويضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة.
فمن خلال هذه المبادرة سيتم زراعة 50 مليار شجرة خلال العقود الخمسة المقبلة منها 10 مليارات في المملكة وحدها، ما يعني زيادة المساحة الخضراء بما يعادل 12 ضعفاً تمثل إسهام المملكة بنحو 4% من مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، و1% من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة.
لقد برزت عناية جمعية البر بجدة وأدوارها المحورية في دعم الاستدامة بجوانبها الثلاثة: الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، ولعل ما تقدمه الفرق التطوعية بنادي البر التطوعي التابع للجمعية يجسد هذه العناية، حيث شاركت هذه الفرق بعشرات الأعمال التطوعية لدعم البيئة كنظافة الشواطئ والشوارع والمساجد، والتشجير، ناهيك عن جهودها التوعوية في هذا الجانب.
كما لا ننسى تلك البروتوكولات الصحية التي تطبقها مراكز الغسيل الكلوي التابعة للجمعية، والمجمع الطبي في سبيل التخلص من النفايات الطبية بطرق علمية تحافظ على الإصحاح البيئي، وكذا إطلاق الجمعية لبرنامج (كساء) لتدوير الملابس وفق إجراءات تراعي كافة الأنظمة والقوانين المتبعة.
وقد حفل تقرير الاستدامة الذي أصدرته جمعية البر مؤخراً بكل تلك الجهود والإجراءات، حيث كان التقرير شاهداً على حرص الجمعية على تقديم مختلف البرامج والأنشطة والمشاريع التي تحقق الاستدامة وفق أعلى معايير الحوكمة والشفافية والإفصاح.
*رئيس نادي البر التطوعي عضو مجلس الإدارة بجمعية البر بجدة