6 يوليو 2021 غادة طنطاوي 0 Comments
الكاتبة/ سحر الشيمي، جولدن بريس
sahar_shimi@
العدل اسم من اسماء الله وهو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه. وقد أمر عباده بإقامةالعدل بين الناس فى معاملاتهم ، وفى سائر شئونهم ، إذ بدونه لا يستقيم لهم حال ، ولا يصلح لهم بال .
ولكن أغلب الناس اليوم يحكمون بموازين ليس لها اتزان في العرف والعقل والدين ؟!،.وزنهم بميزان الهوى والرغبة دون النظر في ميزان العدل السماوي، فكثيرًا ما نسمع اليوم عن زيادة نسبة الطلاق والخلع في العالم ، المجتمع العربي عامةً والخليجي أو السعودي خاصةً، وقد لوحظ عدة أسباب لانتشار هذه الظاهرة منها الخيانة الزوجية، عدم التفاهم وغياب الحوار، الظروف المالية، إقبال الرجال على الارتباط بزوجة أخرى، تقصير بعض الزوجات وعدم الاهتمام بواجباتها، العنف بين الأزواج، تدخل أقارب الزوجين، عدم الإنجاب، واختلاف الثقافة …الخ؟!..
ولكن ما لفت انتباهي أن اكثرها شيوعًا تشكي الأزواج والزوجات من عدم اهتمام الزوج أوالزوجة بالمظهر الخارجي او اهمال الزوجة للعناية بزوجها واولادها، وغالبًا ما يعلل به اللجوء للزوجة الثانية ؟!وفي المقابل كثير من السيدات تكثر الشكوى من الأزواج لاهمالهم بمظهرهم ونظافتهم وكثرة الانشغال عنهم ؟،.فيلجأ كلا الطرفين الى البحث عن حاجتهم خارج المنزل بوسائل الاتصال المتاحة السريعة وهم داخل مسكنهم الخالي من المودة والسكن، ويسيطر الصمت والتجاهل بين الطرفين فيزيد من الفجوة التي تزلزل البيت فتهدمه لأن كلاهما يتبع ميزانه الشخصي ، متناسيا الحقوق والواجبات التي وضعها ميزان الحق والعدل وهو أن يعطي كل منهما حق للآخر
فكما يجب على الزوجة أن تتزين وتتطيب وتحسن مظهرها لزوجها وتطلق بشاشة وجهها ومنطقها لاظهار انوثتها وطيب معاشرتها، في المقابل لابد للرجل ان يهتم بنظافته ومظهره ويتطيب لها ويحسن عشرتها بملاطفتها ومساعدتها واحترامها وتقديرها، ولا يخيل اليه انه انتقاص لرجولته وقد حث على ذلك خير البشر اذقال؛ ( خَيْرُكُمْ خَيْرَكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي). وعن ابن عباس قال؛ :إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة لأن الله يقول ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف .
فكن يا سيدي لها سكنًا وأمانًا بحسن الخلق والنطق وحسن العشرة لتكن لك ملكة ،ولتكوني يا سيدتي سلطانة قلبه وروحه بروعة جمالك الباطن وحلو لسانك وعبق رائحة أنوثتك وعلو أخلاقك فلا يرى بعينه سواك، لتسكنا في قصرٍ أبوابه التفاهم والاحترام واعمدته التوافق الفكري والاحتواء وهوائه الحب والود والرحمة فذاك ميزان العدل والاتزان الذي لا افلاس فيه ولا انهزام ، دمتم بحياة طيبة عادلة متزنة ..