بقلم : وسيلة محمود الحلبي
قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وعلى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ” . ما أشبه اليوم بالأمس والأيام دواليك “{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}” وهاهو موسم الحج يقترب كثيرا منا ، حيث نعيش العشر من شهر ذي الحجة المبارك بروح ايمانية عميقة ، تهفو فيها أرواحنا لبيت الله الحرام وأداء مناسك الحج، ولكنها إرادة الله والخيرة فيما يختاره الله . في مثل هذه الأيام المباركة كانت جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة في السنوات الماضية كخلية النحل تعمل على قدم وساق لتأمين كل ما يلزم لحج أبنائها الأيتام من الجنسين . وفي هذه الأجواء الروحانية تهل الذكريات وتطل بشوق كبير لتلك الأيام العظيمة والمباركة التي قضى فيها أبناء كيان الأيتام أجمل أيامهم في رحاب بيت الله الحرام أثناء أربعة مواسم من الحج الماضية حج خلالها حوالي ” 118 ” من أبنائها وبناتها وكان حجهم ميسرا هينا لينا.
فجمعية “كيان” للأيتام ذوي الظروف الخاصة لها “بصمتها” الرائعة والهادفة في تأمين الحج لأبنائها وبناتها وتمكينهم من أداء مناسكهم بسلام إضافة إلى تمكينهم في كل المجالات التي تجعلهم أقوياء وأسوياء صحيا ونفسيا ودينيا وثقافيا وعلميا وعمليا، فجمعية كيان تهتم ضمن برامجها القيمية بمشروع التربية الدينية وذلك بتسيير حملة سنوية للأيتام غير القادرين على الحج ، بما يحقق لهم أداء الفريضة في أجواء مهيأة بوسائل الراحة والعون على الطاعة ، ويحقق لهم اكتمال أركانه وواجباته.
هذا ويعد برنامج الحج والعمرة من أروع البرامج وأقربها للنفس التي تسعى جمعية كيان للأيتام لتنفيذها وفق أهدافها لتقوية الجوانب الشعائرية في نفوس أبنائها ومساعدتهم على أداء تلك الشعائر تحت إشراف مباشر من تربويات ومشرفات متطوعات يساهمن في تمكين الحاجات والحجاج من الأبناء من أداء فريضة الحج.
ونظرا لظروف جائحة “كورونا “التي تأثر بها العالم أجمع أرجأت جمعية كيان حملات الحج بهدف الحفاظ على أبنائها الأيتام وتنفيذا للاحترازات الصحية التي دعت لها وزارتي الداخلية والصحة وإن شاء الله تتيسر الأمور في السنوات القادمة وتعود حملات حج كيان بقوة . علما أنه لم تكن جمعية كيان قادرة على ذلك إلا من خلال سعي أعضائها وعضواتها وأهل الخير نحو الدعم والمساهمة بنفقات تحجييهم إيمانا منهم بحقهم في توفير سبل أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام.
فجمعية “كيان” نبراس يضيء حياة الأيتام وهي أنموذجا رائعا للعمل الخيري والتطوعي والإنساني وهذا بشهادة أبنائها وبناتها وعدد كبير من أفراد المجتمعات المختلفة التي سمعت عن كيان وقرأت عنها وشاهدت أعمالها وانجازاتها عن طريق وسائل الإعلام المختلفة والمتعددة ووسائل التواصل الاجتماعي ، حيث تُعنى أيضا بتطوير بيئة رعاية الأيتام ذوي الظروف الخاصة، وتمكينهم بكافة مراحل حياتهم ودمجهم بالمجتمع، وتمكينهم للوصول لأقصى درجات الاستقرار بتقديم كافة أوجه الدعم والتمكين لهم. لذلك وضعت الجمعية نصب عينيها خطة استراتيجية طويلة المدى بهدف تمكين الأيتام وعمل برامج وأنشطة ومشاريع تنموية هادفة تمكنهم من تجويد حياتهم ليكونوا أعضاء فاعلين بالمجتمع.
شكرا جمعية كيان شكرا لا حدود له ويعجز اللسان عن شكركم مجلس إدارة وأعضاء وإدارة تنفيذية وفريق عمل .
شكرا للجهات الحكومية المختصة بموسم الحج على كل التسهيلات التي يقدمونها لحجاج بيت الله الحرام .
شكرا للحملات المباركة في تذليل العقبات والصعوبات لأداء فريضة الحج بطمأنينة ووقار لأبناء كيان .
شكرا لكل من دعم هذه الحملات من فاعلي الخير الذين يحرصون على المساهمة بما تجود به أنفسهم إكراماً منهم لأبنائنا الأيتام .
ولعنا نلتقي سويا في عرفات الله في موسم الحج القادم إن شاء الله. وحج مبرور وسعي مشكور لجميع حجاج بيت الله الحرام . حجاجَ بيت الله الحرام، تقبل الله منكم، ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً، تذكروا مقاصد الحج وغوصوا في أعماق المعاني. … حجاجَ بيت الله الحرام، نزلتم أهلاً وحللتم سهلاً، تقبل الله سعيكم وغفر ذنبكم وبلغكم أجره
• سفيرة الإعلام العربي
• مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام