مقالات مجد الوطن

يقظة حلم

 

. بقلم د، فتيحة بن كتيلة

وعندما التقيتك صدفة خلف شجرة الزيزفون ، أين كنت تطوي الرسالة بلهفة ، وقد كان القمر بدرا ، فتلألأت عينيك مع بريق النجوم ، وأشرق الفضاء نورا وبشرا ، لم أر جمالا كجمالك خيلت لي يوسفا عاد، استيقظت أرواحنا كقلوب العاشقين في غسق الدجى تناجي القمر وترسل الأشواق والآهات، عندما التقيتك كان بين قلبينا حديثا مطولا يملأ الدنيا أحلاما، وأرسلت نفسك لي رسائل شجية أشعت قلبي المتعب، وأمطرت برشاش النور الندي لتحيي جسدا قد فارق الحياة ، حسبت رسالتك التي كنت تطويها لي فمددت يدي لأرتوي بما جادت بها تلك الكلمات ، ولكنك سرعان ما مزقتها وتناثرت في الهواء لتنشر عبيرا عطريا ماشمت قبله الأنوف عطرا، واسترسلت في النظر إليا كأنك تبحث عن منبع تلك الدمعات ، وانهمرت دموعي كالسيل تدفع بعضها بعضا دون توقف او انحدارات ، فنزلت عليا كلماتك كأنها سحرا نورانيا يخترق كهفا مظلما مهجورا لآلاف السنوات ومازلت تائها واجما وقلت من أين سحر هذا اللؤلؤ البراق الذي يقتلني ويحييني في اللحظة آلاف المرات، ..وازدادت رغبتي في البكاء لاقتناعي أن الدمع يغسل الأحزان ، فطفقت روحي إليك تناجي أنني عندما أنظر إليك أو قن أن الفجر ينبثق من سحر وجودك أمامي ، وينتابني سكون وخشوع بعدما بعثرتني الحياة وأن بعض البشر تكون في هيئة نور إلهي لأرواح ظمأ، الأرواح العاشقة لا تحتاج إلى لغة لتبوح بالأشواق وبأعذب الكلمات ، ، فكل اللغات للعشاق بليغة كبلاغة العشق والأشواق، ويتسلل العشق إلى الأرواح دون إذن منا سواء رضينا أم لم نرض فليس للعشق وطن ولا دين فهو يخترق القلوب دون جوازات ، وفي غفلة مني ومازلت في عالمي المضطرب بين الخيال والحقيقة بين الدهشة والفرحة ، وأنا أسنشق روحك الندية التي عطرت المكان كنسمات صبح خريفي ، هل يمكن أن أكون في يقضة أو حلم ، ولكن وأسفاه لقد صفعتني الحقيقة أنك كنت حلم ، وكل حنين إليك يعذبني حين لا أراك ، عجيبة تلك الأحلام ، وهل تكون الأحلام في اليقظة، وعندما افترقنا واستيقظت من حلمي صار حديثي كله عنك وإليك ، وكأن لساني نشط من عقال ، صار حديثي مطولا و لكني من بعدها لم أعد التقيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى