نحن
الموجوعون من رقتهم
المطعونون لطيبتهم
المتهمون بعفويتهم
نحن أسرع من يذبل
و نُشعل كلماتنا بالانطفاء..
نحن من صدقنا نعومة ملمس الافاعي
و ركضنا خلف السراب
من نبتسم و نأخذ سيلفي مع الذئاب كلما برزت أنيابها
و لا زلنا نصاب بالخيبة كلما سقط قناع…
من نغني للشوك و لا نُضمر شكاً للغروب
من نتعاطف مع الظلال
و نواسي العتمة بأحلامنا..
من استغل الخريف خفقاتهم
و استند الظمأ على ملامحهم
و هم ينشدون للمطر..
نحن من بلغنا سن البؤس
و شاخت مشاعرنا
من طارحتهم النجوم الندم
و توسدهم قيظٌ يقظ..
من يهتم بهم التهميش
و تداولتهم الهساشة أبداً من الوجع…
نحن جنازة الألوان
و أسرابٌ من الوحدة..
بلاغة الصمت
و فلسفة الاحتراق..
رفاهية الفوضى
و طمانية الخوف..
من نعاني كساد الأماني
و نروج للبحر كغرقى..
من نقتات على فتات المجاز
و غرسنا أحلامنا
في هراءٍ نضيد..
نحن من منحنا الانكسار
العلامة الكاملة
و ختم علينا العدم
أننا صالحون للأفول..
نحن من يناطح العطش
بقرني ندى
المكتظون في وحدتنا و ندوبنا
المغمورون بالفراغ و الخذلان
و في الضفة الأخرى من دموعنا
يتأجج الضياء..
شادية الشافعي