محمد سعيد أبو ملحة*
حددت الأمم المتحدة يوم 19 أغسطس من كل عام يوماً عالمياً للعمل الإنساني للاعتراف بجهود العاملين في المجال الانساني وأولئك الذين فقدوا حياتهم لأجله، بعد أن قدموا جهوداً استثنائية لمساعدة الآخرين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية مجسدين أسمى آيات الإنسانية.
ولعلنا بداية نشيد بـ(إثنينية الحوار) التي نظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والتي سلطت في اللقاء الذي نظمته تحت عنوان (السباق من أجل الإنسانية) الضوء على العمل الانساني، واكدت أنه قوة ناعمة تجرد الإنسان من الاختلافات الفكرية وتعزز القيم الأصيلة في المجتمع.
إن العالم كله يذكر فلا ينسى تلكم الجهود الضخمة التي بذلتها المملكة وما زالت، لدعم العمل الانساني سواء على مستوى النازحين أو المنكوبين وخصوصاً جهودها في أزمة كورونا، وما قدمته من دعم للمنظمات الإنسانية والصحية ولمراكز البحوث العالمية لمحاصرة الوباء عالمياً، ناهيك عن تقديمها المساعدات العاجلة والمستلزمات الطبية واللقاحات عبر الجسور الجوية لعدد من الدول كتونس وماليزيا لتجاوز آثار الجائحة، إضافة الى جهودها المكثفة داخلياً في تقديم اللقاحات والرعاية الصحية للجميع، بل إن ما أقره مجلس الوزراء بمنح ذوي المتوفى من العاملين في القطاع الصحي الحكومي او الخاص مبلغ نصف مليون ريال قد جسَّد أسمى المعاني الإنسانية النبيلة.
وإننا في هذا اليوم العالمي نستحضر تلكم الجهود النابضة بالحس الإنساني التي تقدمها جمعية البر بجدة ضمن منظومة المؤسسات غير الربحية، فقد دأبت جمعية البر على تقديم حزمة من البرامج والأنشطة التي تتلمس حاجات المجتمع وتلبي متطلبات الأسر الفقيرة والأيتام والمرضى خاصة مرضى الفشل الكلوي..
وتأتي تلك البرامج استشعاراً من الجمعية بواجبها تجاه تلك الفئات في اطار اضطلاعها بمسؤولياتها الاجتماعية وحرصها المستمر على تقديم الخدمات الاجتماعية ذات الأثر المستدام، استرشاداً برؤية المملكة التنموية 2030 بكل ما تضمنته من مرتكزات ومحاور ومستهدفات.
وقد برز العمل التطوعي كواحد من الأنشطة التي دعمتها جمعية البر لتزدان بها منظومة العمل الإنساني التنموي، حيث احتضنت الجمعية الفرق التطوعية في مختلف التخصصات وقدمت لهم كافة أدوات المساندة والدعم فأبلوا بلاء حسناً في خدمة المجتمع وتقديم الخدمات الانسانية بكفاءة وفاعلية ملحوظة، وبرزت عطاءاتهم خلال جائحة كورونا من خلال المشاركة في الحملات التوعوية في الأسواق ودعم مشاريع الجمعية الموسمية الخاصة برمضان والحج من خلال المشاركة في إيصال زكاة الفطر ولحوم الأضاحي الى بيوت الاسر المحتاجة حفاظاً على السلامة العامة.
هذه المشاهد الإنسانية التي حددت برامج وأنشطة الجمعية أبعادها وجسدت ملامحها تؤكد دائما أن مجتمعنا يحتفظ بقيمه الأخلاقية الكبرى التي استمدها من ديننا الحنيف والتي برز من بينها العمل الانساني كقيمة دينية وأخلاقية، وانه سيبقى مجتمع التكافل والتآزر والتراحم الذي ينتصب كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
*عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس نادي البر التطوعي