محمد الرياني
َوطن في العيون ، نراه جبالًا، تأسرنا الجبال، نصعد إلى أعلى، لنرى تفاصيله من علو ، نتيه بحبه، بجماله، بروعته، نستمتع بهوائه ونسائمه، نحتفي بالصاعدين معنا لرؤيته ، وطن هو العالي الذي يجاور السحاب أو فوق السحاب ، يرتفع ويرتفع ليكون في القمة، وطن نراه بعيوننا سهولًا خضراء ممتدة في كل اتجاه ، تهدينا خضرته الأطايب ، نقطف من الحدائق، نعلق جدائل فل، نستروح الجمال، نستظل، نتذوق من بساتينه، وطن هو النخل الذي يسمو لنقطف منه العجائب ، وطن نراه مساحة للركض ، للحب والأمان، هو في الذاكرة الحب إذا تألق الحب ، وهو الحصن إذا اشتدت وطأة النزال ودعا الداعي لنصرته، في أوديته تطير عصافير بيضاء، تغني من الفرح ، تأتي الغبطة لأن نكون كالعصافير نشدو وفي أفواهنا لغة السلام والحب، وفي مياهه الجارية تسحرنا شلالات العنفوان، هو الشمال الذي لا يضاهيه شمال، وهو الجنوب الذي لايشبهه جنوب ، هو الشرق الذي يغدق بكرمه، وهو الغرب الذي يؤذن للعالم بنداء الحق والعدل، هو الوسط الذي تجتمع حوله الجهات لتكون دولة ودعوة الحق، اليوم يعيش هذا الوطن أزهى فترات عمره، ينطلق للحضارة بسرعة الواثق ويرتفع بيرقه ليرفرف أمام الجميع بكل شموخ، اليوم نحتفي به ونحن في قمة السعادة والبشر، لنا شمس تشرق كل صباح لتحيي فينا الآمال، ولنا قمر يطل علينا فنحكي روايات البطولة للسمار، هذا الوطن هو التاريخ الذي نكتبه بثقة ليتعلم الأجيال أن مابين البحرين الشرقي والغربي هو مساحات حب وقصص من غرام لاتنتهي، وتحت سمائه تسكن قلوب تنبض بالدعاء لأن يبقى علمًا أخضر يسارع للمجد والعلياء، وعدلًا يحقق النصرة، ونخلًا للكرم والعطاء.