وطني وأُسُّ الأرضِ فوق صعيدهِ
وهُنا ببيتِ اللهِ سرُّ وجودِهِ
استيقظ الإنسانُ حزّةَ خَلْقِهِ
من كلِّ ذرّةِ رمْلَةٍ في بِيدِهِ
وطني له نحو السَّماءِ مَعَارِجٌ
لايشبِهُ الدُّنيا !نأىَ بِصُعودِهِ
أعيا بني الإنسانِ يُحصي فَضْلَهُ
مادارَ بالأفْكَارِ دَرْكُ بَعِيدِهِ
لمّا أتى الإنسانُ يَسْتَبِقُ المَدَى
ويَحِنُّ بالوجدانِ نحو جدودِهِ
الحجُّ من كُلِّ الفِجَاجِ أتى هنا
كم عزّ هذا الدين من توحيدهِ
تتبسمُ الأرواحُ عند صلاتها
وتمدُّ بالأفواجِ صَوْبَ حُدودِهِ
هُنا قِبلةُ الإسلامِ أطْهَرُ بُقْعَةٍ
هي صَرْحُ هذاالدّينِ قُطْبُ عمودِه
هي دار أرضِ المكرماتِ بدت لنا
كجِنانِ ربّي من عظائمِ جودِهِ
هي دارنا وبها تعزُّ قلوبنا
وطنٌ وشعبٌ قد شدا بنشيدهِ
من وسمهِ أخذ السعادة والتُّقى
برحابِ حُكمٍ مُغدِقٍ برغيدهِ
وطني المَهيبُ ولايَغِيبُ مكانُهُ
وسَطَ المَحافِلِ كم زجى بِرُعودِهِ
العلمُ شقّ الأفقَ نحو فضائهِ
كم مُنْجَزٍ أوْحَى إلى تَشْييدِهِ
وعلى الرِّمالِ تواترت بفتونِها
تلك المدائنُ زُيّنتْ بوعودِهِ
وعلى الشّواطِئ ضوّحَتْ كلآلئ
روحُ المصانعِ وازْدَهَتْ بعقودِهِ
رؤيا وألفُ مسافةٍ لانت لها
تلك الصُّروحُ عُلوُّها كشهودِهِ
حُكْمٌ يُضيءُ بِحِكْمةٍ وبِنظْرةٍ
كتعانُقِ الأمواجِ دفقُ بُنودِهِ
وطنٌ ويَصَعدُ للْحَضَارةِ مُرْتقى
لِلْمَجْدِ والعَلياءِ عَنَّ بجيدِهِ
تنداحُ للآتِي رُؤى خطواتِهِ
كتفلُّقِ الإشراقِ لَمْعُ جديدِهِ
قوّاتُهُ مَلَكَتْ لأنْفَسِ آلةٍ
صَنَعَتْ لجيشٍ فاخرت بحشودهِ
بين الفضاءِ وبين ساحِلِ بحرِهِ
ملأت بِقاعُ الأرضِ خيلُ جنودِهِ
في السَّلمِ يسبقُ بالمبادئ غوثُهُ
في الحربِ يزأرُ نصرهُ بأسودِهِ
وطني إذا هزّت رياحُ نفوذِهِ
تتقهقرُ الأوطانُ عند وُردِهِ
تتنفّسُ الآفاقُ عند شروقهِ
كالفَجْرِ يُشْرِقُ زهْوُهُ بنجودِهِ
……
عبدالصمدزنوم المطهري
16 / 02 / 1443
0 27 دقيقة واحدة