________
تمنيت من دنياي دفئاً وبلسما
ولكنها الايام ، أسقتني علقما
وقلت تفاءل واترك اليأس جانباً
وأقبلْ على الدنيا ، لعلّ وربما
فما طاب يومي ولا يأسنا مضى
اذا غاب همّ جاء غمّ وسلّما
كأني طريق الحزن صبحي وليلتي
فلم يبقَ مني خاطرٌ ما تألّما
وعقلي وقلبي زاد فيها تعلقا
وجسمي ضناه الشوق حتى تحجّما
هزيلا جفاه النوم ما رأفت به
أفرُّ عن العذّال أرجو التكتما
ولو أروي حالي في هواها وقصتي
لقالوا قرأنا منك لغزاً وطلسما
ولكن أواري ما أشاء وأختفي
وأطلب في بعدي عن الناس مغنما
تسير بي الافكار تعمي بصيرتي
وتخبط بي قاعاً وتأخذ مرغما
غريق وبحر الظن كيف اجتيازه
إذا ما طغى في موجه وتجهما
تزيد بك الاوهام تغرق عمقها
رمت بك في قعرٍ أخاف وأظلما
فهيهات في بحر الظنون مجدف
ويأمل في منجى وفوزٍ توهما
يلاقيه يأسٌ في النجاة يعيقه
إذا ما بدا أملٌ ، رداه تقدّما
ألا أيها الحب الذي ليس غيره
يعيش بقلبي زاهياً ومنعما
إذا كان وصل منك يروي صبابة
حنانيك في صبٍ وقلبٍ تتيما
على جانبي عذلٌ وقربي شماتة
أراهم لحالي مكثرين ولوّما
خذيني فما ارجو حياة بغيركم
أضرّ بي الحرمان يقتلني الظما
وكوني حناني لو نعيش سويعة
وإن مت شوقاً فاذكريني ترحّما
__________
موسى علي صنبع – ١٤٤٣/٢/٢١ هـ
0 15 دقيقة واحدة