يا شَمْعَةُ فِي زَوايا “الصَفُّ” تَأْتَلِقُ
تُنِيرُ دَرْبَ المَعالِي وَهِيَ تَحْتَرِقُ
لا أَطْفَأُ اللهُ نُوراً أَنْتَ مَصْدَرُهُ
يا صادِقَ الفَجْرِ أَنْتَ الصُبْحُ وَالفِلْقَ
تعجز الكلمات في فمي عندما يتعلق الأمر بالمعلم، وأقف خجلاََ أمامه لأني لا زلت أرى نفسي ذلك الطالب الذي يجب أن يبقى منحنياََ أمام كل معلم يجده في طريقة، ذلك المربي الذي علمنا أصول الأدب والخلق، قبل أن يلقننا حروف الهجاء، التي نظمها في ذاكرتنا على شكل عقد نفيس، متلون بشتى أنواع العلوم والمعرفة، كانت سلاحنا القوي في خوض معترك الحياة، وكان ينظم حبات ذلك العقد بخيَوط سميكة قوية، ويضع بينها عهود الوفاء والإخلاص والتحلي بالأخلاق الحميدة، كتلك الشواهد التي تفصل خرزات المسابح، حتى لا ننسى تلك القيم، أو نشذ عن ذلك الخط الذي رسمه لنا، ونبقى ثابتين أمام أية ريح مسمومة ممكن أن تضعنا في متاهة حياة العبث والعشوائية، لأنه أراد لنا الثبات والنجاح والفلاح.
في يوم المعلم أرسل له بطاقة شكر وعرفان، أرفقها برسالة مفادها: يا صاحب الهمة العالية، لا زالت الأمانة غالية، وأنت خير من يحملها، فاقبض على جمر هذا الزمن، فهذا الجيل يتأرجح بين أعاصير التغيير العابثة، والثقافات المعلبة سلفاََ، فانظم عقدك بنفس الخيوط القوية الثابتة، وبما يليق بمكانتك عند الله. بارك الله فيك يا معلمي.
وكل عام والمعلم بخير.
د. انتصار الزيود