مقالات مجد الوطن

عالم من قرية الجمه.

 

قادتني رحلتي الليله الي قرى شرق البرك لحضور مناسبة
وانا أمر بتلك القرى تذكرت كيف كانت وعورته.
والوصول
إلى البرك شاقا متعبا ومحفوف بالمخاطر.
وانا اتنقل بخيالي في تلك الأيام الخالية

تذكرت رجلا عالما جليلا في قرية من تلك القرى
وعادت بي الذكرى عندما كنت طفلا وأرى
ذلك العالم الجليل يرحمه الله.

يأتي على دابته
كل هذه المسافة الطويلة كل يوم جمعة
ليصلي في جامع البرك
ويوثق دابته بسور القش لبيتنا..
لقربه من المسجد الجامع.
وكان مرجعا لعلمه الغزير في كثير من العلوم الشرعية
ومتمكنا في المسائل الفقهية الصعبه يرحمه الله.
ومعلما لأبناء قبيلته كل مايهمهم في أمور دينهم.
.
وانا لن أسهب في الشرح عن علمه فأنا لست أهلا
لتقييم هذا العالم الجليل.
.
لكنني أتيت لاذكر بهذا العالم وأروي للأجيال

قصته وكبر مقام الصلاة في نفس هذا العالم الجليل.

ولك أن تتخيل مشقة الطريق راكبا على دابة ومخاطره
ورغم كبر سنه ووهن عظمه

.. ولا يقوى السير دون عصاه التي يتكأ عليها.

لكي يحضر صلاة الجمعة.

وكنت أرى بهجة الناس في المسجد عندما يرونه دالفا
للمسجد
فتتلقاه علية الناس. فلا يتركوه
. حتى يلتف للتكبير واقفا متكأ
عصاته التي لا تفارقه.

يالجميل تلك الذكرى التي ساقتني إليك ياوالدي
العالم الجليل (الشيخ عامر بن محمد بن ناهض الهلالي)
يرحمه الله.

لكن الله أكرمه

فترك خلفه خلف صالح بارزون في كل العلوم
شيوخ قوم وشيوخ علم. يمثلون سيرة والدهم
المبارك. إن كان في ابناءه أو أحفاده حفظهم الله.

أتيت بسيرته العطرة لأعطر حرفي بذكر هذا العالم الجليل رحمه الله تعالى.

أليس في قصة هذا الشيخ العالم العابد
مايجعلنا نراجع
أوقات حضورنا لصلاة الجمعة.

ونحن نرفل في نعم الله.
.
فلا يأتي بعضنا أحيانا الا وقد أعتلى الخطيب المنبر
وليس لنا عذر نأتي به..

قال إسحاق بن راهويه: (قل ليلة إلاَّ وأنا أدعو فيها لمن كتب عني، ولمن كتبنا عنه)

اللهم أرزقنا حبهم وحب الدعاء لهم ولأمثالهم.

هكذا كانوا..

فخلدت ذكراهم العطرة.

حسن زيلعي. البرك

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

    1. قرأت مقال الأستاذ حسن زيلعي الموسوم ب( عالِم من قرية الجمة) فقلد طار بي حنين الذكريات إلى عام ١٣٩٩هجرية عندما عملت معلما في تلك القرية الوادعة الجميلة بكرم أهلها، الطيبة بطيب أخلاقهم وأصالة معدنهم وحُسن معشرهم، يألفون ويُؤلفون. فقبل أربعين عاما ونيِّف عملت معلما في مدرسة الجمة، وعلى الرغم من مسافة الزمن البعيد إلا أنني لازلت أحتفظ لأهالي تلك القرية بفيض من المشاعر تجسد أخلاقهم النبيلة وكرمهم الذي لا حدَّ له.
      كنت وزملائي معلمي المدرسة في ضيافة الشيخ الجليل عامر محمد ناهض رحمه الله، وكان قد أعدَّ لنا سكنا خاصا إلى جواره، يتفقد أحوالنا أناء الليل وأطراف النهار.
      كان رحمه الله عالِما حُجَّة في علوم الفقه والعقيدة يفد إليه خلق كثير للسؤال عن ما أشكل عليهم في المسائل الشرعية، فهو يجيب الجميع، وكان أبناؤه عونا له وإلى جواره في إكرام وفادة ضيوفه والاحتفاء بهم.
      كان رحمه الله يحرص على قراءة القرآن الكريم وقراءة الكتب الشرعية .
      لازمت وزملائي الشيخ الجليل رحمه الله في أوقات فراغنا من العمل، وكنا نجد لذة في الاستماع إلى حديثه، والنظر إلى حُسن وجمال خطه، والاستفادة من علومه ومعارفه، فهو عالِم فقيه صاحب خلق ودين، كان مثالا يحتذى به في علمه وتواضعه وحلمه ونبل أخلاقه، وأني لآمل أن أجد سانحة أخرى حتى أسهب الحديث عن مآثر الشيخ الجليل التي عرفتها عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى