قبلة على جبين مصر
ردوا لنا الشعر والأقلام والورقا
دين علينا نعاني الهم والقلقا
نحن الذين مشى (ابليسُ) في دمهم
لما فرشنا لسحر الروعة الحدقا
ردوا لنا الحبر لا نحتاج ثروتكم
ولا المنابر لا الإعلام لا الألقا
خذوا المنابر والأبواق قاطبة
وصفقوا للذي من روحنا انسرقا
دعوا لنا الشعر .. فالآلام تمضغنا
كيما نكفنَ في ميزابه الرهقا
دعوا (الكمان) تغني بؤسنا فلنا
حزن تصعد من أوتارها حرقا
ردوا لنا النيل وامضوا إن ضفته
شاءت لنا الألم الموار والغرقا
طوفوا على النيل واستهدوا روائعه
وحملوا الروح من أنفاسه عبقا
زوروا (الحسين) وغنوا في أزقته
وسائلوا النيل عن (إيزيس) والأفقا
مازالت الشمس مُذ (خوفو ) تسائلكم
عن أسمر يوقظ الاصباح والفلقا
يا (سعد زغلول ) إن الشمس قد شخصت
إليك فانهض فشمل الأمة افترقا
ماذا أقول ؟! وما أنبيك ؟! هل أمل؟!
لأمة لبست مِنْ بؤسها خرقا
فرد (سعدٌ) وصوتُ الغيبِ يمنحهُ
فصلَ الخطابِ ودوى البوح واصطفقا
عودوا إلى النيل واستحيوا فضائله
توحدوا حوله فكرًا و(مُعْتنَقا)
عودوا إلى النيل نيل الله وانطلقوا
وجمعوا الوحي من أسفار ما انفرقا
كونوا يدًا.. خافقًا ..عهدًا يوحده
وعدُ السماء دعوا الأهواء والنزقا
هذي كفوف (أبي الزهراء) مشرعة
إلى (المسيح) أما بالحب قد نطقا
عهدٌ بأقصى سهاد الصبر منتظر
لنجدة تكنس الظلماء والغسقا
وما تزال بنات الفكر في قلق
وثم غاشية كم ألهبت ورقا
ردوا عليه أما (سيناء) شاهدةٌ
أما سقيتم لظى كثبانها علقا؟!
أقسمت بالله لولا مصرُ لانهزمت
شمسُ الحضارة واندافَ الأسى ورقى
لكنَّ مصرَ لهذا الكون حارسةٌ
لولا شموخ بنيها مجدنا اختنقا
لولا الأشاوس في مصر الهدى بسطت
كف العدالة شمل الأمة احترقا
قد أبدع الله شعبا بات يمنحننا
خوافقًا جمَّعت في خَلْقها الخُلُقا
الشاعر معبر نهاري