هَلَّا أجبتِ ، فَعنكِ الحبُّ قد سَأَلَا
و هـل لَبسـتِ لعيـدٍ قَـادمٍ حُــلَلَا
إني رَجعتُ كَمـا قد كنتُ في زَمَـني
مجنونَ ليلى أطوفُ السَّهلَ و الجَبَلَا
كُلُّ البحـورِ إلى مَـرساكِ أركبُـهَا
شِعـراً و قَـافيةً لا أعـرفُ الــكَلَلا
حَتّى الظروفُ الَّتي كانـت تُعـانِدُنا
زرعتُ في صعبِهَا من أجـلِنا أمـلَا
هَاتِ الدفاترَ من عهدِ الصِّبَا كَرَماً
و قَلِّبيهـا كَأنَّ البُعـدَ مَا حَصَــلَا
تلقيـنَ أَنَّا رَسَــمنَا في هَـوامِشِهـا
عُشَّاً جَمـيلاً و حتى الآنَ ما اكتَمَـلَا
و همهماتٌ من الأشعارِ ما كُتبتْ
كُنَّا نُكَتِّمُـها في سِــرِنا وَجَـــلَا
لَكنَّهـا لم تَـزَلْ بالحلقِ عَـالقةً
ظَلَّتْ تُجَـرِّعُناَ من مُـرِّها عَسَلَا
كُنَا نخافُ و كانَ الخوفُ يَظلِمُنَا
و كُلُّ مَـا حَـولِناَ احساسَنَا قَـتَلَا
حتى ( سِنانَ ) الذي كُنَّا نُتَابعهُ
في عصِرِنا لم يَكُنْ في حُبِّهِ بَطـلَا
تَغَـيرتْ لُغـةُ التفكـيرِ ، سيـدتي
عصرُ التواصلِ ألغى بيننا الرُّسُلَا
ففي الفضاءِ من الأقمارِ ما جعلتْ
كُلَّ انقطاعٍ بِهـذا الكـونِ مُتَّصِــلَا
فأصبحَ الحُبُّ في الأطباقِ نَأكلُهُ
أو نَحْتسيـهِ نَبيـذاً كُلَّمـا هَطَـلَا
و عبرَ هاتفنا المحمولِ في يَــدِنَا
نستسهلُ الوصفَ و التعبيرِ و الغَزَلَا
وَسـائلٌ حُــدِّثتْ كيمَـا تُقـارِبُنا
و باعدتنَـا عقـولٌ فِكـرُهَـا شُغِلَا
يا للتَطـورِ هل يُــدني تَبـاعُدَنا
و هل يُعـيدُ صِبَانَا بعدما أفَـلَا ؟
د.عبدالله عشوي
٢٥-١٠-٢٠٢١ م