*إعداد/محمد بن ناصر الخليف
قدم بعض المهتمين بتاريخ الرياض ومعالمها وسكانها، خطوات ملحوظة وكتابات متفرقة واجتهادات فردية مشكورة بدأت منذ مايزيد علي ٥٥عامًا، ونتابع اليوم تزايدًا في الجهود الفردية في الحديث عن تاريخ الرياض وذكريات أهلها، بتعدد وتنوع المجالات والاهتمامات في الوقائع والمواقع والأشخاص والحوادث وغيرها.
ورافق ذلك جهود رسمية مقدّرة، تمثلت فيما تقدمه جهات رسمية مثل: دارة الملك عبد العزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد، والهيئة العليا لطوير مدينة الرياض، ووزارة الثقافة، وهيئة السياحة والآثار، وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وما بعد فيهما من رسائل الماجستير والدكتوراه عن مدينة الرياض، وتاريخها وأعلامها.
وعودا على الجهود الفرديةالمباركة:
فلعل أول من خص تاريخ مدينة الرياض بكتاب مستقل هو الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في كتابه “مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ” منشورات دار اليمامة في طبعته الأولى ١٣٨٦هـ/١٩٦٦م.
والأستاذ خالد بن أحمد السليمان العنقري
الذي ألف كتاب معجم مدينة الرياض عام ١٤٠٤هـ تقريبا، وطبع منه عدة طبعات. ويتميز بترتيب معالم الرياض وفق حروف المعجم، ويعطي نبذة عن كل معلم، واعتمد فيه على جهده في البحث ومقابلة كبار السن من أهالي الرياض.
والدكتور محمد بن صالح الربدي في مؤلفه بعنوان “الخصائص السكانية والعمرانية لمنطقة الرياض”الذي صدر عام ١٤١٩هـ ضمن دراسة موسعة بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة.
وكذلك جاءت كتابات الأستاذ عبدالرحمن السلطان منذ عام ١٤٢٠هـ/ ١٩٩٩م، ككتابته عن “تاريخ بلدية الرياض”، ضمن نشرة مكتبة الملك فهد الوطنية.
وألف الشيخ سعد ين محمد بن علي ال عبد اللطيف كتابه “العلم وطلابه بمدينة الرياض” في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري.
والمهندس سعد المعجل كتاب “المعالم التراثية والتاريخية في مدينة الرياض” إذ قام برعايته وإخراج طبعته الأولى.
وألف الأستاذ أحمد بن مساعد الوشمي كتابه( الرياض مدينة وسكانا، كيف كانت وكيف عاشوا)وصدر عام ١٤٢٠هـ.
ومن المهتمين بتاريخ الرياض من أصحاب النتاج العلمي الدؤوب الدكتور محمد الربيع فله سرد تاريخي مهم عن أحياء الرياض القديمة وتطورها.
ونجد المؤرخ الدكتور راشد بن محمدالعساكر وما كتبه عن مواقع مثل بلدة منفوحة والمصانع وغيرها. وصدر له كتاب “الحياة العلمية في مدينة الرياض في عهدة الدولة السعودية الثانية” عام ١٤٤١هـ.
وقدم الدكتور عبد الله بن محمد المنيف عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود كلية السياحة والآثار، العديد من الأعمال في خدمة تاريخ مدينة الرياض وحوادثها وأعلامها منذ الدولة السعودية الأولى، في مادة علمية رصينة للباحث الأكاديمي.
وظهرت مبادرات حثيثة لجمع تاريخ الرياض للأستاذ محمد الحوطي، ووقوفه على معالم الرياض وأحيائها القديمة وبخاصة حي دخنة العلمي وحي معكال، واهتمامه بنشره ما يحصل عليه من وثائق نادرة تتعلق بتاريخ الرياض وأهلها، والصور القديمة التي يزوده بها أصحابها، وإعداده سلسلة على حسابه في تويتر لصور أهالي الرياض الأولين.
ويشرف محمد الحوطي على ثلوثية المصمك، مع زملائه: عبدالرحمن الحوطي، فهد الدايل، فهد الهديان، فهد الخليف، وقد استضافت ثلوثية المصمك عددًا من الذين قطعوا شوطا جيدا في جمع التاريخ، ومنهم الأستاذ علي المبيريك صاحب متحف قديم التعليم، وكذلك الدكتور فهد بن عبدالله الطياش عضو مجلس الشورى في ليلة ثقافية عن الرياض القديمة، واللواء عبد الله محمد آل الشيخ، والأستاذ خالد بن خرينق، الدكتور عبد الرزاق اليوسف، وغيرهم، للحديث عن جوانب مختلفة من تاريخ مدينة الرياض الاجتماعية والتعليمية والثقافية والتجارية.
وقدم الدكتور خالد الحافي عام ١٤٢٧هـ بحثه عن الشعر في منطقة الرياض من عام ١٣٩٥ هـ إلى عام١٤٢٥هـ، استعرض أكثر من (١٠٠) ديوان، وتناول أهم المحاور الموضوعية فيه، كالقضايا الإسلامية والوطنية والاجتماعية والوجدانية والتأملية، والاتجاهات الفنية للشعر، وإبراز جماليات لغته.
ومن المهتمين بتاريخ الرياض ومعالمها الأثرية الأستاذ محمد الهمزاني الذي رصد كثيرًا من المعالم التاريخية في الرياض، منذ عام ١٤٣٨هـ، من القصور القديمة، والمباني، والأحياء، والمواقع التي جرت فيها حوادث مهمة في الرياض.
ومن المهتمين بتاريخ الرياض الأستاذ منصور العسّاف الباحث في مجال التاريخ الذي سجل مقاطع ثرية بمعلومات دقيقة تصف تاريخ الأماكن والشخصيات التاريخية التي عاشت فيها، منذ عام ١٤٣٨هـ، ورصد من آثارها القديمة مواقع تاريخية تعود إلى عهد النبوة، وأخرى لها مكانة عند زوار الرياض ومن عاش فيها ما بين ٦٠- ٧٠ عامًا مضت.
وللدكتور منصور الخريجي، رسالة ماجستير عن (تاريخ التعليم في الرياض من ١٣١٩هـ -١٣٧٩هـ) أتمها عام ١٤٢٥هـ، وله سلاسل في حسابه في تويتر لتاريخ الرياض وجمعه، وقد تعددت مجالات رصده لتاريخ الرياض، فتارة يرصد الأعمال والمهن لأهالي الرياض، وطورا يتتبع مشايخ الكتاتيب و معلماتها، ويعدد نخيلها، وأخرى يجمع أسماء مشاهيرها، وشعرائها.
ومن المهتمين بتاريخ الرياض الأستاذ زياد الخميس، وله تغريدات كثيرة عن الرياض ، جمعت في رسالة واتساب متداولة. عن أماكنها ونخيلها ومعالمها ومصطلحات أهلها.
ومنهم الأستاذ عبدالعزيز الزير الذي ركز عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على أحياء في قلب الرياض مثل جبرة والبطيحاء (غير البطحاء) وما حولها.
ومن حسابات التواصل المهتمة بتاريخ الرياض:
#ثلوثية_المصمك
#ذكرياتحيدخنه_ومعكال
#قديم _التعليم
#ذكرياتحيالمعيقلية
إلى جانب طائفة من المهتمين بتاريخ من مشهوري الوسائط التواصل والإعلاميين، ومنهم: باركليز، ومنصور الشويعر، ومحمد المالكي، وسعد عبدالهادي، وعبدالله العتيق، ويوسف العتيق.
وحينما تتظافر مثل تلك الجهود المشكورة، والاجتهادات المأجورة بمشيئة الله، من مختلف المهتمين والباحثين، فسينعكس الاهتمام اللائق بالعاصمة العريقة، جنبًا إلى جنب مع الجهود الرسمية السباقة، وسيزداد الحراك الثقافي الذي يخدم تاريخ مدينتنا الغالية بإذن الله.
