في حفل تقاعد زميل الدراسةِ و العمل الدكتور /عيسى دلاك حفظه الله . يوم الجمعة ١١-٢-٢٠٢٢ م
قَـدْ أُعـاني وحشـةَ الإغْتِـرابِ
بَعدَ صَحبٍ غَادروا من رِكابي
كُلُّ عامٍ يَتـركُ الرَّحَلَ خِــــلٌ
أو زميـلٌ مُسرعاً في الذِهابِ
يا صَديقي كيف آثرتَ بُعـداً
و الأماني لم تَزلْ في اقتـرابِ
مثلما الأمسِ الذي كُنتَ فيهِ
للتحـدي واقفـاً في انتصـابِ
من صبا صبياء مازلتَ (عيسى)
تُمطِرُ الأرجَــاءَ مُــزنَ السّحابِ
تَجلُـبُ الأحبابَ حـولَكَ دوماً
ثُمّ تمضي بُرهـةً في احتجـابِ
ثُـمَّ تَـأتي عَــائداً باقتـــراحٍ
مِـن بعـيدٍ صَائـداً كالعُقــابِ
جَمعَتنـا بالإداراتِ بَلــــوى
فاحتمـلنَا جَهْدَها باحتسابِ
إِنْ قبلنا ،، ما قبلـنَا لِعُجــبٍ
أو تَركنَا ،، أُوجِبَـتْ بالكتـابِ
فاجتهدنَا دونمَـا أي شكوى
بلْ بَرزنا في زمـان الصِعَـابِ
في اختلافٍ بيننا ،، كانَ وِدّاً
في اتفـاقٍ لمْ نَخُنْ أو نُحابي
ما عَهِدنا نُضمـرُ اللؤمَ كَــلَّا
لزميــلٍ غَـارقٍ في مُصَـــابِ
لانُصفي للحسـاباتِ دَيْـــناً
أو بِسِـــرٍ نَلتَـقي لاغتــيابِ
ذلكَ الجيلُ الذي كانَ رَمزاً
لإخـاءٍ ،، لمْ يَكُنْ مِنْ سَرابِ
يا زميلي ،، كيف مَـرتْ سنيـنٌ
هل لِحَدسي غَلطةٌ في الحِسابِ ؟
غَافَلتــنَا حيـنَ كُنَّــا بِزهـــوٍ
في شَبـابٍ نَحتفي بالضَّبابِ
لا تَـدعْها بالتقـاعُدِ تُنهــي
ما بَدأنَا في انطـلاقِ الشبابِ
طَالما كُـنتَ المُناضَلَ فيـنَا
و المُنادي في الوَغَى بالغِلابِ
صَدِّقوني ،، إنَّـهُ ليسَ يَنــسى
ما حَملنا من جِنونِ التَّصابي
لا يُبالي بالتَّقــاعدِ ( عيـسى)
بَلْ يَـراهُ خَطـــوةً للصَـــوابِ
لاتجـــــاهٍ آخـــرٍ في حيــــاةٍ
لجَـديدٍ مـن أمــانيٍ عِــذَابِ
سوفَ يبقى نجمهُ في سطوعٍ
ليسَ يخــبو في أُفـولِ الغيابِ
في اعتقادي أنَّــهُ ليسَ ذَنــباً
إِنْ رفعــنا نَخبَـــهُ بالشــرابِ
أو رقصنا حـولَهُ في احتفــالٍ
ثُـمَّ عُــدنَا مَـوكِباً في الإيــابِ
د. عبدالله عشوي