سيفانِ في الرمزِ عن تأسيسِها ضُرِبَا
و نخـلةٌ تحمـلُ الإنمـاءَ و الرُّطَــبَا
سيفٌ من العدلِ بالدرعيةِ انتصبا
و آخــرٌ قــدَّمَ النــورينِ و الكُتُبَــا
تعاهـدَا نُصـرَةً للـدينِ في زَمَـــنٍ
أصـابـهُ من ظـلامِ الجهلِ ما غَـلبَا
محمدان ، و ميثَــاقٌ بِـهِ سَمَقـتْ
درعيةُ النَّصـرِ حتى جازتِ الشُّهُـبَا
إذْ أصبحتْ يثربَ الأُخرى بِنُصرَتِها
لِعَـالِمٍ جَـاءَ بالتجـديدِ مُحتسبــا
لدعوةٍ وافقت نَهَـجَ النبــوةِ في
إخـلاصِ مُعتقدٍ لا يعرفُ الكذبا
و أصبحتْ دَارُهـا للعلم عاصمةً
و للحجيج طريقـاً آمنــاً خَصِبَا
و للتِّجارةِ أيضاً صَـارَ يقصدها
من يشتري الخيلَ أو يستبدلُ الذهبا
من ( البجيري ) مقرَ الشيخِ أذكرها
إلى ( الطريف ) ومنهُ الليثُ قد وَثَبَا
تلك النواةُ لأولى دولةٍ ظَهـــرتْ
بعد الخلافةِ تحمي الدينَ و العربَا
من الجزيرة أرضِ الوحي نشأتُها
بلا وصايـةِ والٍ،، كَانَ مُغتَصِـبَا
أبناؤها عَـربٌ ،، حكامُها عَــربٌ
من نسلِ عدنانَ حازوا الفخرَ و النسبا
على الشريعةِ قامتْ في سيادتِها
و للأميــرِ إمـاماً ، أحـدَثتْ لَقَــبَا
عاشَـتْ قُـرابةَ قَــرنٍ في توسعِــها
و بايعَـتْ كُـلَّ من في عَــدِلها رَغِـبَا
بل أخضعتْ منْ أَبَى التوحيدَ مُعتَقَداً
و حَــاربتْ بِدعاً قــد أظهرتْ عَجَــبَا
في حًكمِها جَعَـلتْ للعلــمِ مُتسعاً
و للســلامِ بِنَجــدٍ ، رايـــةً و إبَــا
نعمْ ، تفردَ عصــرٌ في ولايتهـا
و خافَ منها عَدوٌ فاشترى ذَنبَا
ما أُخمدتْ أبـداً نَـارٌ لِصولتِهـا
بَلْ حَوَّلـوا جذوةً أحفادُها لَهَــبَا
تاريخُ مملكةِ التوحيــدِ مَلحَمَـــةٌ
عنها يطـولُ حَـديثٌ قِيلَ أو كُتِبَا
عن كُـلِّ مرحلةٍ ، عـن كُـلِّ تَضحيةٍ
عن أُسـرةٍ عَاصرتْ أمجادها حِقَبا
من منزلِ الطينِ بالدرعية ابتدأتْ
إلى الرياض بروجٌ نَاطحتْ سُحُبَا
د. عبدالله عشوي
٢٢-٢-٢٠٢٠ م