بقلم الشيخ موسى محمد البكري
شيخ قبيلة البكارية بجازان
منذ ما يفوق ثلاثة قرون خط آول سطر في الملحمة و المسيرة التاريخية لهذا البلاد لتتوالى العقود و يزداد عظمةً يوماً بعد يوم .
الجزيرة العربية و على امتدادها الجغرافي مجتمعات و قبائل غلب عليها التعصب و العنصرية و انتشر الجهل و البدع في ظل غياب أي سلطة قد تحارب تلك السلبيات و هذا التغيب سواءً كان عشوائياً او ممنهجاً ليبقى الوضع كما هو عليه و يسهم في ازدياده سوءًا و لكن شاء الله أن يغير ذلك الواقع .
الإمام محمدبن سعود رحمه الله انطلق لجمع الشتات
متسلحاً بدعوى دينيه لتعيدهم للدين القويم و كلمة الحق .
و تسلح كذلك بشخصية القائد الفذ التي جعلته يوحد الجزيرة جغرافياً و سياسياً تحت رايةٍ واحدةٍ آذانٌ بتأسيس الدولة السعودية الاولى منهجها و دستورها كتاب الله الكريم و سنة رسوله عليه السلام و أصبحت الدرعية عاصمةً للدولة المترامية الأطراف و لتكن العاصمة نقطة جذب اقتصاديا و اجتماعيا و فكريا و ثقافيا .
و مقصداً للعلماء لتلقي العلم ليشرق نور جديد و منارة جديدة للعلم و التعليم .
وما تحقق من نجاح سبب أرق و خوف للدولة العثمانية التي خشيت أن تمتد الدولة السعودية لتسيطر على مستعمراتها في البلدان العربية نظراً لإدارتهم الفاشلة و سلطتها الجائرة و العنصرية ضد أبناء القبائل العربية فشنت الحملات من الشرق و الغرب بجيوش جرارة ضد الدولة السعودية و استطاعت السعودية مقاومتها لفترة طويلة من الزمن الى أن سقطت بسقوط الدرعية .
و لم يتوقف التاريخ هنا بل عاد بعودة من يبحث عن ملك أسلافه لتعود الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود رحمه الله امتداداً و استمراراً على منهج الدولة السعودية الأولى و بعد عقود من الزمن سقطت في ظل النزاعات التي حصلت في الجزيرة .
و تسبب ذلك في فراغ سياسي و فوضى جراء غياب الحكم الرشيد .
بعد فترة وجيزة لم تدم طويلاً عاد الإمام و مؤسس الدولة السعودية الثالثة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود ليستعيد ملك أجداده و ليبسط سيطرته على أغلب جغرافية الجزيرة العربية و ليوحد دولةً رغم ما يمر به العالم خلال تلك الفترة من نزاعات و حروب و تحالفات دولية و قوى عالمية عظمى تطوق دولته الوليدة من كل اتجاه إلا أن دهاءه و حنكته السياسية جنبته التصادم مع أيٍ منها حفاظاً على ما حققه حتى حينها و سعياً لوضع الأسس القوية لدولته و بالفعل تكمنت بلادنا من تجاوز كل العقبات و الصعاب التي مرت بها بتوفيق من الله ثم بحكمة حكامها الذين قادوها تباعاً بكل قوة و أقتدار.
حتى وصلنا الى ما وصلنا إليه في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله .
و من هنا تجلى ما تتمتع به بلادنا من قوة و تأثير عالمي جعلها في مصاف الدول العظمى ثبت ذلك في تجاوزها و تغلبها على أزمات هزت العالم زادتها متانةً و قوةً و لتواكب ركب الحضارة و التطور بل و تتفوق على كافة الأصعدة و كل المجالات
في هذه المناسبه و في ذكرى مرحلة تاريخية سطرت بماء الذهب .
ذكرى يوم التأسيس لا يسعني إلا أن أرفع أصالة عن نفسي و نيابة عن أبناء قبيلة البكارية بأسمى آيات التهنئة لمقام سيدي خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله و إلى مقام سيدي سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي / الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز .
و كذلك لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان و سمو نائبه الأمير / محمد بن عبدالعزيز آل سعود و لكافة الشعب السعودي الكريم .
سائلين المولى جلٌ جلاله أن يديم علينا نعمه و يحفظ لنا أمننا و استقرارنا بتوفيقه تعالى ثم بحكمة قيادتنا الرشيدة أدامها الله.