من يدركُ الأمرَ عن سرِّ السماواتِ
إلا الذي جلَّ في جهرٍ وإصماتِ
بساحةِ العرشِ كفُّ اللهِ باركها
أعدّها تنجلي في يومِ ميقاتِ
فانكفَّ عن أرضِ نجدٍ ماتضيقُ بهِ
إذ شعَّ فجرٌ بأضواءِ البِشارات ِ
جاءت على قدرٍ تمشي إلى سببٍ
حتى التقى أمرُ تأسيسٍ بنيّاتِ
نيّاتُ قومٍ على التقوى بأعيُنِهِم
نبراسُ نهجٍ إلى طمسِ الجهالات ِ
الشيخُ نادى إلى التوحيدِ في زمنٍ
عمّ الجزيرةَ طوفانُ الضلالاتِ
بعينِ ربّي يسيرُ الشيخُ تسبِقُهُ
رسالةُ اللهِ من أجلِ الهدايات
الخلقُ مابين محتارٍ ومتّبِعٍ
والبعضُ ساعٍ لأسبابِ العدواتِ
والأمرُ ماضٍ. إلى ماكان في قدرٍ
نحو الذي شعَّ من ضوءِ المُهِمّاتِ
محمّدٌ بان من آل السعود لهُ
وفادةُ الشيخِ مدت خيرَ راياتِ
حيا الأميرُ لوفدِ البِشْرِ وانطلقت
تلك الرؤى حقّقَت أهدافَ غاياتِ
من أرضِ درعيّةٍ سارت غطارفُها
وانقادتِ العربُ من ضيقٍ وأشتاتِ
إذ طهّرَ الله هذي الأرضَ من فتنٍ
حتى استقامت على ذكرٍ وآيات ِ
مابين عُسر ويُسرٍ جاز بادرُها
حتّى تجلّى وأخفى سوءَ عِلاّتِ
بالدينِ والعروةِ الوثقى شريعتُها
ماغيرتْ نهجها ماضٍ ولا آتِ
ثلاثةٌ من قرونْ الفخرِ قد شهدت
بأننا قد خُصِصْنا بإعمارِ القداساتِ
شؤونُ مكّةَ أعطى من يُشرِفُها
وصايةُ الله رهنٌ بالموالاةِ
ماواقعُ اليوم إلاّ بذرةٌ نبتت
بقلبِ جَدٍّ لتنمو بالعطاءاتِ
ميثاقُ عهدٍ ويمضي في قوافلهِ
أنعم بمُلكٍ تسامى بالقراراتِ
من كلمةٍ طيّبٌ في الأرضِ منبتُها
تمّ العُلا وارتقى فوق الحضاراتِ
يوم ابتدأنا على لوحٍ ومحبرةٍ
واليوم نسموا بآلاف الكفاءاتِ
من نونِ عينِ الأُلى أضواءُ مملكتي
كم قبّل الضوءُ هاماتِ المساحات ِ
بدايةٌ أيقظتْ صحراءَ من وهنٍ
بمجدِ حُكمٍ عظيمٍ بالدلالاتِ
تآلف الشعبُ وازدانت بوحدتهِ
مشاعر بثها طيبُ ابتساماتِ
هذي السعوديةُ العُظمى هنا وصلت
من عمقِ عزّ بأرواحٍ كريماتِ
ترقى بفكرٍ وتطوي جهلَ مُهمَلةٍ
كم من معاني بأرواحِ البداياتِ
نورٌ من الله في وجدانِ قادتْها
كالبدرِ تبقى لأرضٍ. وسط مشكاةِ
عبدالصمدزنوم المطهري الحازمي
