_______
حياة الفناء خط القلم مجرياتها في اللوح قبل خلق السموات والأرض بأعوام عديدة قدر كل تعالى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } وعن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) وسبق علمة كل شيء { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } فنحن في هذه الدنيا الدانية منذ أن هبط أبونا آدم عليها وحتى قيام الساعة مسيرين لننفذ ما خطه القلم بأمر الله عز وجل .
فلا أنا ولا أنت لنا الخيرة فيما حدث ويحدث لنا ، فنحن مسيرين وميسرين ومخيرين لما خلقنا له .
فكل إنسان له مشيئة ، وله إرادة ، وله عمل يقوم به ، وله صنع ، وله إختيار كلف بالعمل به دون سواه .
فالله عز وجل وفق العبد لفعل الخيرات ، وترك المنكرات ليجني منهما الوفير من الحسنات ، وأما ما يقوم به المرء من سيئات ومعاصي فهي من هوى نفسه الأمارة بالسوء { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ …}
قال العلامة إبن عثيمين رحمة الله – الإنسان مخير إن شاء آمن وإن شاء كفر بمعنى أن له الاختيار وإن كان ليس سواءً لا يستوي الكفر والإيمان لكن له اختيار أن يختار الإيمان أو أن يختار الكفر وهذا أمرٌ مشاهدٌ معلوم فليس أحدٌ أجبر الكافر على أن يكفر وليس أحدٌ أجبر المؤمن على أن يؤمن بل الكافر كفر باختياره والمؤمن آمن باختياره –
فعلينا الرضا بالقضاء والقدر ، ونثق بالله فهو مولانا ونعم النصير .
نبيه بن مراد العطرجي
0 79 دقيقة واحدة