يا حبيبة الروح ورفيقة الدرب والهوى لولاك ماكان للكون صباحا ، وما كان لليل قمر متوهجا .
أخبريني لما أنت جالسة وحدك هكذا ؟
أين الصحب والشريك وضجيج الأبناء؟
كلهم غادروا وغدروا ونسو يوما من أنا ؟
ولا زلت وحدي ها هنا .
أجفف دموع الحنين وألملم شظايا الشوق على شرفة الانتظار التفت للخلف عساهم يطرقوا بابي يوما ما .
أنا هنا أتذكر بصمت وأبكي بصمت وأعماقي تصرخ وتنادي ..انتظر شيئا لن يعود، أسامر عزلتي وأسمع معزوفة أنيني
أنشر ذكرياتي على وسادة قلبي عساها تضمد الجراح.
أبعثر الصور هنا وهناك عساها تحدث ضجيجا يكسر صمت الحياة ، أشد ما أخشى نزف الذكريات .
ويسألونني دوما ما يؤلمك ؟
وتناسوا أنهم ألمي
ما يؤلمني أنهم هنا وفي مكان ما .
وأنا وحيدة مع عزلتي وليلي وقمري .
وحين أخبرتهم أنني أحتاجهم وركضت نحوهم ، رحلو كسرب حمام ولم يلتفتوا .
قررت الرحيل ..ومزقت جواز العتاب .
وتنهدت ومات الكلام في صدري وأدركت حينها أن المنفى ليس أن نعيش بعيدا عن الأوطان ن بل المنفى كل المنفى أن تكون خارج قلب من تحب .
فقلت لها دللي ذاتك وتدللي فأنت ما خلقت إلا لدلال ، احتفظي بتفاصيلك وتقاسيم وجهك، بشيبك وتجاعيدك ، وانحناءة ظهرك .
وانظري للمرآة ولا تتهربي ولا تخافي من حسابات العمر ، فالعمر أرقام تركض على قصائد الحب .ابتسمي لزوبعة العشرين ، وعانقي الثلاثين وقفي وقفة وقار للأربعين .
أما عن الخمسين والستين فأنت حضارة ومأوى للتائهين ..وفي السبعين ملاذا للحائرين .
العبي وقلدي في الحب قلب الأطفال المشاغبين ..وصففي بالفراشات شعرك ..ولطخي بالتراب يديك متى ما كنت وأين ما تكونين ؟
أيتها الأترجة يا من تسكني القلب دون حدود ..وزرعت النور في كل الدروب
✍🏻 د – فتيحة بن كتيلة