بقلم : إبراهيم النعمي
(دخلت عجوز على الوزير
العباسي ” إبن الفرات ” الظالم و قد أخذ مزرعتها فتشفعت له أن يرد عليها مزرعتها فرفض و طردها
فقالت : و الله لأدعونّ عليك !!
فقال لها ساخرا ً: عليكِ بالثلث الأخير من الليل فلزمت الثلث الأخير شهراً كاملاً تدعو عليه فنكبه الله على يد الخليفة ” القاهر ”
فأمر بقطع يده في يوم الجمعة
و أمر بقطع رأسه في الجمعة التي تليها فقالت العجوز متشفية :
إذا جار الوزير و كاتباه
و قاضي الأرض أجحف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل
لقاضي الأرض من قاضي السماء .
واعلم أيها الظالم إنك لن تهنأ بمنام ولا لذيذ عيش في حياتك لأن المظلوم يبيت يدعو عليك وكما قال الشاعر :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً
فالظلم ترجع عقباه الندم
تنام عينيك و المظلوم منتبهُ
يدعوا عليك و عين الله لم تنم ).
يقول الله تبارك وتعالى : {لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ( 12 ) لِيَوْمِ الْفَصْلِ ( 13)} سورة المرسلات
اعلم أيها الظالم إن لك يوما لن تفلت فيه من عذاب الله ومن عقابه الشديد يوم القيامة جراء ظلمك للناس ولأخذك واغتصابك لحقوق الناس ولحقوق الآخرين.
قال الله فيما رواه رسول الله في الحديث القدسيّ: { يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً، فلا تظالموا} [رواه مسلم]. ومن هذا الحديث يتبيّن لنا بشاعة الظّلم في الإسلام؛ فحرّمه الله تعالى على نفسه، وأمرنا ألّا نظلم أحداً في هذه الدّنيا.
و قال صلى الله عليه وسلم { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين } [متّفق عليه] انتهى.
أيها الظالم اتق الله في نفسك لماذا لا تخاف الله ولا تخاف عقابه.
اعلم أيها الظالم أنه لن يتم حسم كل القضايا في الدنيا، سيبقى الكثير منها عالقاً ليوم القيامة.
واعلم أيها الظالم إنك إذا نجوت في الدنيا من العقاب فلن تنجوا من الحساب والعقاب يوم القيامة.
فاحذر الظلم وأعراض الناس وحقوقهم.
يقول الشاعر:
إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً … ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فَكِلْهُ إلى صرف الزمان وعدله … سيبدو له ما لم يكن في حسابه.
ويقول الله تعالى (إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ).
أيها الظالم لايزال المجال أمامك للتوبة والعودة إلى الله وإعطاء الناس حقوقها والاعتذار منهم فعليك الرجوع إلى الله قبل فوات الأوان.
بقلم الكاتب الصحفي إبراهيم النعمي
عضو هيئة الصحفيين السعوديين