استيقظت يوما من غفوة في لحظة فراق بين شروق وغروب لترحل أشعة الشمس مبكرا ويعم الظلام والسكون ، كل ما في الكون يختبئ تحت ظل الهدوء والسكن بالليل والنهار ، مشهد يقر قوله تعالى : ( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام : 13]
اي : سكن لله المخلوقات كلها، من آدميها، وجِنِّها، وملائكتها، وحيواناتها وجماداتها.وهو { السَّمِيعُ } لجميع الأصوات، على اختلاف اللغات، بتفنن الحاجات.
ايقنت بهذا ان الكون كله سكن لله وخضع وصمد وخشع وابلغ الخشوع يتجلى في الدعاء ، فتذكرت قوله تعالى 🙁 ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ) .
و بعد تأملي لهذا الصمود خطر لي اسم الله الصمد
فمنذ صغرنا ونحن نردد: ( قل هو الله احد الله الصمد ) .فمن هو الصمد ؟
وما أحوجنا اليوم لهذا الاسم العظيم لندعو الله به !..
فاسم الله الصمد يدل على عدة صفات في معناه .
ومن معانيه :الكامل في صفاته الذي افتقرت اليه جميع مخلوقاته، المقصود إليه في الرغائب والمستغاث به عند المصائب.،. وهو المستغني عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد”،. و السيد العظيم في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وجميع صفاته سبحانه وتعالى. وهو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجهم فيكفيهم، إذ ليس لها رب سواه ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ إليه.
معاني عظيمة لاسم يجمع كل ما نرغب من دعاء بين تمني ورجاء من رب السماء . ولكن ما أثر هذه المعاني علينا ؟
هذه المعاني تجعلنا نستشعر القوة، والعزة، والغنى عن كل ما سوى الله عز وجل، فنتيقن ما معنى أنّ الله كافٍ عبده، فالعبد حين يشعر بالضعف والوهن أو الفقر والأيس أو انقطاع السبب يحتاج إلى مثل هذا المعنى العظيم ليناجي به الله جلّ وعلا، فلا يلبث أن يرى الكون كله ملكًا له طالما أن الصمد بجانبه يسمع نجواه ويرى مكانه، وأن الكون كله ولو اجتمع على أن يضره بشيء لن يضره إلا بشيء قد كتبه الله له، ومن كان الصمد معه فمن عليه؟! .
فلنتعبد الله بهذا الاسم ، بأن نقصده في جميع حوائجنا صغارها وكبارها ونلجأ اليه وحده في تفريج الهم ورفع الكرب ، وليظهر أثر ه في تعاملنا وسلوكنا ،بأن يتخلق الانسان به فيجعل نفسه مقصودا من قبل الناس .يفتح بابه لهم ، يصغي اليهم ،يسعى لحل مشاكلهم ، يحمل همومهم ، يعين فقيرهم ، ينصف مظلومهم . وقد ورد في الحديث 🙁 – أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ عز وجل أنفعُهم للناسِ ).اخرجه الطبراني.
فلنتكافل ونتعاون لنصمدللصمد فالكون كله اليوم يصمد له سبحانه ،باختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم .
فإليك نصمد يا صمد ونلجأ ، وكيف ننادي البعيد من الخلق وقد فارقنا القريب وتخلى عنا الحبيب وعجز عنا الطبيب وأنت أقرب إلينا من حبل الوريد .
بقلمي / سحر ال شيمي