في رثاء الوالد الشيخ محمد سالم بريك رحمه الله وغفر له.
لا الفجر داري لا الضياءُ دياري
لا القلبُ يعرف بسمة الأخبارِ
متوشحُ الأحزان أحملُ همّها
ومن الهموم منابعُ الإكبار ِِ
وعلى رحيل الشيخ قامتُنا هوتْ
من حيرةٍ لاحتْ مع التذكارِ
رحلتٰ على جُنح البكاء بقصةٍ
في سردها تأبينةُ الأقطارِِ
حين التفتُّ الضوءُ يكسر بعضهُ
ومن المرايا صورة الأزهار ِ
تسترسلُ الآهاتُ بين قوافلٍ
للفقْدِ بين مشاعرِ الأفكارِ
بابُ البكاء على ارتشافِ سلالةٍ
من حقل آلامي ومن أشعاري
معنى من التأبين ذابَ بخافقي
في كأسهِ قد أفرغتٰ أقداري
علقتُ في حزن البريك مواجعي
حتى تشظّى في الحياة قراري
أرخيت أحداق الفؤاد على يدي
ابكي ويبكي ساحلٌ وسواري
أأبا شهابٍ والثقافةُ دمعةٌ
في قلبها سيلٌ من الأكدارِ
ضاقت بنا الآفاقُ تمسح خطوها
تروي لدهرٍ رعشةَ الإصرار
أمحمدٌ كم كان صوتك بلبلا
حتى حظيت بدهشة الإبهارِ !
أمحمد كم كنت فينا سيدا
بوجاهة للناس في الإعسارِ !
كم كنت عطرا للفصاحة منبعٌ
ومعلما يسمو على الأخطار !
كم كنت فينا رائدا ومربّيا
تعطي تحِنُّ بطيبةِ الأبرار ِ
أمران من دمع المسافة سيرةٌ
دمعُ الرحيل ودمعةُ الإيثار ِ
كل الأماكنِ شهقةٌ من حزننا
تشقى تئن بجمرةِ الأبصارِ
حمّى صهيل القلب ثورةُ أنفسٍ
صعدتْ سماء غيابة الأقمار ِ
تتساقط الغيمات حزْنَ حكايةٍ
والغيم يعكس دمعة الأمطارِ ِ
الأمر ليس سوى أسى آهاتنا
لذنا بها في غيمةِ الأسفارِ
جازان تبكي فقدها لمحمدٍ
رمز الجمال ودرة الأنوار ِ
صبراً أيا آل البريكِ فإنه
حبلُ المنيْةِ صارمُ الأعمار
ِ
أحمد علي عداوي.