في مسير الحياة يعيش الانسان أحداث خالدة وأيام وليالي مكتوبة بيد الأقدار ، كلما تعاقب الليل والنهار ،
وقد تحمل في طياتها ، ما تهفو اليه النفس بالآمال ، وتترقبه الأمنيات بالانتظار ،
من بين هذه الليالي ، ليلة هي ليلة العمر لبني الانسان ،
كثير من يحلم بليلة العمر ، للفتاة هي تاج وفستان وحفلة مكتظة بالأحباب وفارس احلام يأخذ بيدها لمملكة السعادة لتكون الأميرة ، وهو السلطان ، هذا ما نراه في عرف بني آدم ، في حياة محدودة لا محال.
ولكن هناك ليلة عمر العمر سادت وتعالت بجمالها وكمالها وعظمتها عن باقي الليالي والأزمان ،لتكون سيدة الليالي ، بتاج الكرامة والفضل .
ليلة دعا لحضورها ملك الملوك قبل أربعة عشر قرن من الأزمان ، وكرّم فيها هذه الأمة ،بأجمل بطاقة للنجاة من النيران تحمل في طياتها هدى ونور لبني الانسان ،
حضورها ليس من البشر بل الملائكة التي تتزاحم لتغطي شعاع الشمس بنورها وتحمل معها هدايا الرحمن ، من رحمات وبركات ، ليلةٍ يتردد بها صوت الابتهال وطلب الحاجات في العالم ،بجميع اللغات واللهجات ، من قيام ليل، ، ذكر ودعاء.
سماها الكريم مباركة ، يعمها سلام حتى الفجر ،ويقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، وفي هذه الليلة جوهرة ثمينة تفوق أغلى المهور ،لا يحصل عليها ، الا فارس فاز في السباق الى الله ايمانا واحتسابا وكأنه اجتاز بخطوة واحدة عمل سيره ، الف شهر ( ثلاثة وثمانون عام وبضعة اشهر ) تحقق فيه الأمنيات وترفع الدرجات ، انها ليلة القدر التي شرفها الله بنزول القرآن والرحمات والغفران ، فهنيئا لمن حضرها ونال الكرامة بالقبول من الرحمن المنان .
فسارعو أيها السادة الكرام لدعوة من الكريم الجواد لليلة ذات قدر عالٍ ، تلك هي سيدة الليالي فمن هو السابق لها لكسب جواهرها الثمينة والمغانم؟،..
اليكم اهدي ندائي لأجمل الليالي
تلك ليلة القدر يهفو بلقائها كل باق وفاني
تتحراها كل نفس فاضت بالأماني
هنيئا لمن فاز بلقاء سيدة الليالي .
✍🏻سحر الشيمي