بسم الله نور السموات والأرض وصلاة وسلاما على خير خلق الله أجمعين محمد عليه افضل صلاة وأتم تسليم
ليالي الانس أطلت
ولحظات البهجة حلت
واوقات التجلي اهلت
واذا بالقلوب المومنة
و الاجساد المسلمة
تقف على عتبات الرجاء
وتنتظر على آرائك الامال
لعل و عسى
نفحة عابرة تصيب
او منحة كرم تحين
والكل يتحدث عن مكرمة يدوي صداها في الملكوت الاعلى
و استنفار ملائكي في السموات العلى
فقد اعدت النجب
وهيئت الركائب
في حشد بهي ومنظر زاهي
يتقدم الحشود الروح النقية
والخلقة الممتلئة خشية
الكل متوثب خاشع مخبت
ينتظر لحظة الأذن الإلهي بالتوجه
إلى الأرض ليعلن عن ليلة القدر
في محفل لايتقيد بنواميس الحياة
ولا يشبه تقاليد الزمان
انها هيبة وجلال وجمال
انها زيارة لاهل الأرض
من اهل السماء
يحملون السمو والرفعة
محملين بهبات الكريم
حاملين اعطيات الرحيم
يقودهم جبريل عليه السلام
في زيارة مجدولة كل عام
يستنشق فيها عبير الذكريات
ويتذكر فيها تلك الجلسات
على موائد الايات
المعلم جبريل عليه السلام
والمتعلم محمد رسول الله خاتم الانبياء
وكأن لسان الحال يقول:-
وماحب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا
يا الله ما هذا البهاء
ماهذا السكون
ماهذا الخشوع
ماهذا الاخبات
ماهذه الانوار الساطعة
ماهذه الأقمار اللامعة
ماهذه الأشعة الفريدة
التى غمرت الكون فاستحال ضياءا
وطوقت الحياة فوهبتها انسا وصفاءا
يمر هذا الحدث كل عام على الارض
فتحتفل الأرواح الملائكية مع ارواح المؤمنين العلية التي عرفت معنى الإحسان والحسن والانسانية
أجساد أولئك الناس في محاريب الصلوات وانس الذكر واعشاش المناجاة وخلوات الخشية
تشعر بقشعريرة الخشوع وراحة القلب
قد اعتراها فرح غامر ومسها نور ساطع ازدادت نبضات الحب وهمسات الدعاء ترقرت الدموع وخشعت الأبصار فلا ترى إلا نورا وبهاء وروعة
لقد تلقت ارواحهم النداء فقامت تستقبل الزوار وتتلقى الهداياء
وتعانق تلك الأرواح العلوية
فياله من تلاقي بين الأرواح السوية والسماوية
فهل اطلقنا ارواحنا لتشارك في الملتقى، وتنغمس في اللقاء
أطلقوا أرواحكم من سجون الاحقاد
وبراثن الحسد وقيود الأنا وسدود الكبر ووحل المعاصي ومنزلقات اليأس
هيا فقد حان الوقت وسطعت ليلة القدر وفاح الكرم الرباني وسطع نور الرحمات وفيض الهبات وقل يارب هات هذه روحي قامت من سبات
فحقق يا إلاهي في ليلة القدر الامنيات
انت ياربي تحب العفو فاعفو عن من ينتظر اقالة العثرات ويرتجي منك رفعة الدرجات
كل هذا الاحتفال المرصع بالمكرمات
يمر وكم من ارواح شاردة في متاهات الحياة ودهاليز الشقاء
مر على ارواح لم ترتقي للكمال
ولم تترقى للجلال
فكان حظها ليلة تسوق اضاعت سوق القدر
او حفلة ضياع اضاعت حفل الكرم
او انشغال بالدني ذهبت بلحظات التربع على قمم السمو
ينتهي احتفال القدر وتودع الأرواح بعضها في عناق رضا وتصافح و سمو
في غير هذا اليوم تاهت خطوتي
لكنني في ليلتي ياخالقي القاها
انت الملاذ وانت ابواب الرجاء
فامنن على رووح الفقير مناها
وداعا جبريل عليه السلام
وداعا أيها الملايكة المكرمون
وداعا ليلة القدر الشريفة العظيمة
إلى لقاء في عام قادم ونحن في أمن وامان وسلام واسلام.
بقلم
رياض السديري