مقالات مجد الوطن

هل تخيلت الجنة يوماً؟!

 

بقلم – أبرار بنت محمد الرمل

كانت أمي كلما ترشدني نحو الله ،
أو تخفف عليَ في أمر،
تقول لي بكل شفافيةً منها ،
ابنتي كلما كنت في الجنه، ستجدين نهراً ،
وشجرة خضراء بجانبها،
كلما تمتمتي وأحببتِ أن تطعمك تفاحةً،وجدتيها بين يديك، وكلما نظرتي للتفاحة ،و إشتهيتِها عنباً ، تحولت بين يديك.
كان خيالاً ، جميلاً ذلك الذي رددته لي أمي يوماً،
كلما تذكرته شعرت بالراحة فيما سينتظرني فيما بعد..
قالت لي أماً لي أيضاً،
لعلنا بالدنيا نشعر بالضعف كلما تقدمنا بالعمر ،
وما إن يتصل عمرنا نحو الأربعين أو الخمسين ،
نعتقد أننا لا نستطيع ملازمة أرواحنا وكما أننا أطفالاً، وشباباً،
قالت لي لو أخذ الله عمر أحدهم سبعيناً،
اعلمي أنه سيعيش عمر العشرين ،
عاماً طيلة دوامه بالجنه،
فدمعت عيني ، ابتشرت خيراً ، وقلت لله شكراً..
{تعالوا معي ، لنتخيل ، تفاصيلاً أخرى ..}

أراني أدخل بستاناً كبييراً،
يرافق ذراعي جناحين كلما أردت،
أحلق فيها بين سمائين،
سماءً تشبه النهار ، أرى فيها أحبتي ،
أسير فيها وأحلق فيها،
وكلما خطر في بالي شيئاً وجدته ،
أسمع باستمرار أصوات تغاريد العصافير،
وأشتم عطراً جميلاً كلما عبرت في مكان ما، ولا أسير الا على بستان أخضر ،
وجمالاً أخر وأخر ..
وسماء ثانية ،
تشابه الليل،في سكونه،
كلما أردت أن أشارك الغيم ،وجدتني بين راحتيه كأنني مولوداً في حضن أمه،
وكلما اشتقت للحديث مع نجمة فضيةً في السماء
أو القمر تحدثت معها،
تراني أسمع صوت البحر وأنا مغمض العينين حينها،
نهاراً ومساءً، تراني أذهب نحوهما وإليهما ،
كما وأنهما طريقين ،
طريقاً يزاول النهار، وأخر يعاين الليل..
وأنا في أحوالي،
جميل بهيةٌ طلعتي،
وهندامي الرائع،
كأنما هو النور ، أراني أراه ،
دون حاجتي لشرائه،
أبيضاً وردياً سماوياً ، يكسيني اياه الله ،
ورائحتي كلها عطراً تتجدد في روحي وجسدي ..
وجمالاً كبيراً جميلاً،
لعلي لا أدرك وصفه هناك ،
في ذلك العالم الجميل،
الذي لا صعوبة في الفوز به،والنيل من نوره الملائكي،
كلما حافظت على الصلاة في يومي ،
كلما صليت ،
صعدت درجة توصلني للجنة.

اخي ، تهاتف بالحب ماستطعت،
حافظ على سمو روحك ،
رغماً عن كل مكائد الشياطين من الجن والإنس حولك،
حاول أن تنفض عن ذراعيك الهم والألم الذي قد إبتليت به ،
وما أجمله من بلاء،
لعله يخبرك أنك راحل لما هو أجمل..
اصبر ، وذلك الدفء الجميل الذي تريده ليس ببعيد ، ينتظرك في سموات دائمة غداً.
رافق الله بين عينيك،
حاول أن تحافظ على ما وجب عليك،
لا يجب أن نرزق في كل شيء،
حتى لو كان ذلك الرزق
الذي نحلم به ،وهيء لنا كيف يرزق فيه أرذل بعض الناس ، لأنه الله فقط يعلم ،
ومن في الأرض بشراً، لا يعلمون بأمره ..
ولا يعني أن ذلك الدفء الذي تريده ،
والذي منح به غيرك سواء أكانوا أهلاً له أو لا ،
أنك لا تستحقه،
لعل ذلك الرزق هي النعمة الوحيده ،
التي أنعم الله بها عليهم، وأنت لو فكرت قليلاً وتأملت لرأيت أنك في أرزاق أكبر وأكثر ..

تذكر، إنني تخيلت جنة الله ، لأدرك أن النعيم الدائم هنالك ، وأخبر نفسي بذلك أولاً،قبل أن يصل إليك.

قال الله تعالى [ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها] صدق الله العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى