رحال عنا لين الجانب ، رحل عنا دمث الخُلق ، رحل عنا الصدر الحاني ، رحل عنا الكريم الجسور الهمام ، رحل كريم الخصال ، نقي السريرة ، ثاقب البصيرة ، جهور بالحق ولا تلومه بقوله لومة لائم ، رحل اغلى الرجال ، رحل وفاض إلى رب السماوات والأرض ، رب كريم
رحل كريم السجايا ، غزير العطايا ، يغيث الملهوف ، ويكرم الضيوف، شيمته العطاء، وعادته المروءة وتاجه صلة الرحم ، رحل من يعين المحتاج ويسارع في أعمال الخير ،
رحل وترك البصمة الطيبة والأثر الجميل في قلوبنا وقلوب كل من عرفوه ،
كان صبورًا طوال حياته ، رغم معاناته مع المرض الشديد لم يشتكِ أو يتوجع لأحد إيمانًا بقضاء الله وقدره واحتسابًا للأجر والثواب ، ونرجو ما أصابه في آخر أيامه أن يكفر الله به خطاياه ،
فاضت روحك الطيبة في هدوء، وخرجت من جسدك الطاهر كنسمة هادئة في سكون وطمأنينة ،
أبي .. لقد اختارك الله ليريح جسدك الطاهر من ألم اجتاحه وبدأ يؤلمك ويؤلم قلوبنا معك ،
رحيلك والدي كسراً لم ولن يجبره الزمن توالت بعده مصائب الحنين والاشتياق التي لا تحصى ولا تعد ، فراقك والدي خلق فراغًا وحزنًا لا يسد ،
فقدانك عكس لنا حجم الحياة الحقيقي ، فقد كنت درعاً وسداً منيعاً يقينا شر نوائبها ، بأحظانك كانت الحياة وردية اللون عذبة المذاق سهلة العيش ،
لايوجد بعدك ما يستحق الوقوف عنده … كالمسافر بلا وطن .
غفر الله لك وجعل مثواك الفردوس الأعلى من الجنة ،
آمين
بقلم / حسن علي الأسمري