المدح هو اسلوب يتبعه بعض الأشخاص لرفع من قيمة شخص و إعطائه الصورة الجميلة و الرائعة أمام الآخرين
هل تحب أن يمدحك الآخرون ؟
المدح و الإطراء هو مجرد باب من أبواب المجاملات الاجتماعية لتدعيم روابط التواصل
لا أكثر و لا أقل
فعندما يمدحك شخص بطريقة إطراء فذلك دليل على أن ذلك الشخص يجيد التعامل مع الكلمات
المهم لا تشغل نفسك عن مغزى الكلمات أو ما تخفي وراءها و هل يعينها أم لا
كثير من الأشخاص يحبون سماع المديح و استخراج أجمل صفاتهم ما ينعكس على مزاجهم
و يرفع معنوياتهم
وهناك أشخاص بحاجة دائمة إلى تشجيع خارجي و تعزيز الثقة بالذات لأن مخزونهم الداخلي لا يكفي
هناك حاجات في حياة الإنسان و طبيعته و ظروفه تجعله يأخذ قيمته عن ذاته من التغذية الراجعة التي يعطيها إياها الآخرون في حياته
فكلما كانت هذه التغذية الراجعة فيها كلمات ترفع من المعنويات و تحسس الشخص بقيمته و أهميته
و اعتباره كلما كان الإنسان سعيد
أنواع و درجات محبي المدح !
إنسان يأتيه المديح دون أن يسعى إليه و عندما يسمع المديح يسر به و يبتهج
إنسان يسر بالمدح و يسمعه في صمت و هو قابع في مكانه صامتاً و مسروراً في داخله دون أن يشعربه أحد
انسان آخر يسمع المديح و يتسبب في الاستزادة منه أي يقول بعض العبارات تجعل الذي يمدحه يزيد في مدحه
هناك انسان يحب المدح و هو مسرور و يتظاهر بعدم السرور بالمديح أو يرفضه مع أنه مسرور من الداخل
هناك إنسان لم يأته المديح
و لكنه يشتهي أن يسمعه فيبدأ موضوعاً معيناً يشمل عملاً
قد عمله يستحق فيه مديحاً أو أنه يعمل أعمال صالحة أمام الناس لكي ينظروه فيمدحوه
وهناك من يحب المديح
و يشتهيه
لكن المديح لا يأتيه على الرغم أن يتحيل له أسباب فيصل إلى درجة يكره فيها من لا يمدحه و يكون بينهما سوء تفاهم لأنه لم يلاحظ بعد ما فيه من صفات فاضلة تستحق المديح و ما قام به من أعمال توجب له تقدير الناس
هناك انسان يشتهي المديح
و يسر عندما يسمعه و يكره من
لا يمدحه و لكنه يكتفي بذلك و يمدح نفسه إذا لم يجد أحداً يمدحه فيتكلم عن أعماله الفاضلة و يخفي عيوبه
هذا الإنسان يتحدث كثيراً بالخير عن نفسه
مديح النفس صنفين :
الصنف الأول ؛
واحد يمدح نفسه بما فيه فيظل يتكلم عن نفسه
و عن أفعاله المجيدة التي عملها و عما توجد فيه من صفات
الصنف الثاني ؛
فهو إنسان يمدح نفسه بما ليس فيه و ينسب إلى نفسه فضائل ليست عنده بل يدعيها و يتخيلها
أو يذكر صفات حسنة عنده
و لكنه يبالغ في الحديث عنها و ينسب فضيلة غيره إلى نفسه
فإن كان مشترك في عمل قد تم نجاحه بمجهود مجموعة من الناس فإنما يحكي عن هذا العمل
و يركز على نفسه فقط كما لو كان هو وحده السبب في نجاح العمل و ليس مشترك فيه متجاهلاً كل الذين اشتركوا في العمل و ساهموا في نجاحه
و كأن لم يكن لهم وجود و لا مجهود
بل و قد يحدث أن ينسب إلى زملائه في العمل كمية من العيوب و يتهمهم بالتقصير
و يخفي حقهم ودورهم و ممكن أن يقول عن واحد منهم على غير حق
هذا الإنسان لم يمدح نفسه فقط بل أضاف إلى امتداح ذاته أنه ذم الآخرين و شهر بهم و بنى كرامته على امتهان الآخرين
هناك انسان قد تصل فيه محبة المديح الى الدرجة التي فيها يجب أن يكون المديح له وحده و يتضايق إذا مُدح شخص آخر غيره
أو يغتاظ إن شاركه أحد المديح
فهو يريد أن يُمدح وحده
و ليس غير
و إن مُدح آخر يغار
و يحسده و يحقد عليه و يتكلم عنه بالسوء
يقول نورمان فنسنت بيل :
مشكلة معظمنا هو أننا نفضل أن يقضي علينا المديح على أن ينقذنا النقد
لكم نحن ضعفاء أمام المدح
ندى فنري
مدربة / مستشارة