الناس غالبا لاتنظر لمن يقدم لها الكثير لأنه يغرقها بالكثرة فتألف ، وطبيعة النفس اذا اعتادت الشيء استولفته وظنته حقا لها دون أقل تقدير أو قليل ثناء ويزداد الأمر سوء اذا ماكانت هذه الأنفس نرجسية أنانية فهي مع استمرار العطاء تستمرء الأخذ وتراه حقا مكتسبا لها ومتى مانضب زيت العطاء وبدأ المصباح بالإنطفاء اشتعلت المواقيد بالشجب والإنكار ، وهنا سأتناول الحديث حول العلاقات الزوجية وما اصبح يدار حولها في المجالس من حالات الخلع أو الطلاق لحياة امتدت لأكثر من خمس وعشرين عام وقد تصل للأربعين ايضا !!
مالأمر ، مالذي جد لدى كلا الطرفين !!
ولماذا تأخر كثيرا ؟؟!!
البعض يدخل للحياة الزوجية من البداية وكأنه داخل إلى معركة ويزيد ذلك عملية التحريض التي تزن على رؤوس العرسان ومنها ” لاتدعسك ، لاتعطيها وجه ، قلها ماعندي ، وخلك رجال ، وووو وايضا بنفس المعنى ما يضخ في عقول النساء !! ”
وتستمر الحياة الزوجية مابين مسيطر ومسيطرة تتخللها تنازلات الطرف الأضعف حتى يأتي الوقت الذي تنفجر فيه النفس وتضيق وتأخذ من اللا مبالاة نهجا فتخلع الزوجة انتصارا لما تبقى من العمر ويطلق الرجل حفظا للكرامة ، أسر لاتسمع عنها إلا كل طيب الحال وفجأة تهتز لما حدث لها !!
لما لا يكون لدينا من الوعي الأسري بضرورة المكاشفة والمصارحة لحل مثل هذه الأزمات بعد هذا العمر الطويل بدلا من الإكتفاء بعبارات سلبية بعد الصبر والكتم الطويل ” أنا تعبت ” ” معد اتحمل ” كم لي صابر ” ابغى ارتاح باقي عمري ” اريد الحرية ” . مبدأ الأنانية لدى احد الطرفين يجعله يستمرء الأخذ ومن استمرأ الأخذ لن يعرف سبيل العطاء إلا مصحوبا بالمن . فالرجل غالبا إما أن ينفصل عاطفيا تماما عن أسرته أو يتزوج بأخرى ويبدأ من جديد ضاربا العرض واعتدنا أن تصبر المرأة ولكن مستجدات العصر جعلتها تبحث عن حقوقها فكان لها ايضا أن تنهي الوضع بالكلية بالخلع !! ناهيك عما يترتب على مثل هذه القرارات الأنانية ، وتأخذ البعض من الرجال الكرامة فيطلق قبل الخلع دون محاولة للتفهم والإلمام بجوانب التقصير !! ، لما لا تكون هناك حلولا وبرامجا مكثفة تقدم من لجان المناصحة للأسر ” ذات البين ” بشكل عام تستغل فيها المباني التي غالبا لايستفاد منها ليلا كالمدارس والدور ، وتكون للطرفين وايضا زيارات للمنازل بشكل عام للتوعية ، الإستقرار الأسري مكون أساسي للمجتمع السليم والمجتمع السليم مكون رئيس للوطن ، أفلا تستحق الأسرة والمحافظة عليها عبارات إرشادية في الأماكن العامة !!
الحياة الزوجية هي شراكة بين اثنين لكل منهما حقوق وواجبات وفق القران الكريم والسنة المطهرة وراعى هذا المنهج أن لافضل للرجل على المرأة والعكس ، والإختلاف بينهما اختلاف تكامل وليس تفاضل حتى تسير سفية الحياة الزوجية بسلام دون غرق للأبناء وخلق ضحايا للشتات الأسري وما يترتب عليه من احقاد وضغائن وقطيعة .
هالني بالأمس ماسمعته من أعداد حالات الخلع والطلاق في السعودية للعام الماضي حيث بلغت حالات الخلع ٤٣٨٠٠ وبلغت حالات الطلاق ٤٢٢٠٠، ولو جمعنا عدد الأسر وفق حالتي الخلع والطلاق لبلغت أكثر من ثمانين ألف أسرة ، تخايلوا معي لو افترضنا أن نصف عددهم أنجبوا طفلا كأقل عدد !! مامصير هؤلاء الأطفال ، خمسون الف طفل ماذا سيكونون غدا إذ لم يتلقون الرعاية والتربية الجيدة والأمان النفسي !!!
نحن مقبلون على أزمة ومشكلة اجتماعية كبيرة ينبغي أن نتجند لها جميعنا بالتوعية الواعية المكثفة ولا ننتظر حتى يقع الفأس في الرأس ولكأني أراه متأهبا للضربة ..
عائشة احمد سويد
جازان