مقالات مجد الوطن

(. ورحل طيب الذكر ممدوح السجايا )

 

البرك _ بقلم الكاتب حسن زيلعي

لا أعرف كيف ابدأ

فأنا سأتحدث عن رجل

لا أستطيع أن آتي بمقال
يفي بمقامه.

وسأتحدث عنه وكأنه بيننا.

جليس شيوخ كنانة.
وشويرهم.

أحبه الله فحبب فيه خلقه.
وأنار له دربه

وأصلح الله له ذريته.

فحملوا صفات خلقه

وعمله وصلاحه.

فبروه.

وأكرموه في كبره.

والد أهل بيتي جد أبنائي..

رجل عرفته عن قرب..
بل تربيت
في صمت على نهجه.

صامتا إلا في الذكر.

عابدا متبتلا لا أكاد

أراه في شغل إلا ساجدا

راكعا.

سكنه المحراب..
إن
كان في بيت الله أو بين
أسرته..

باذلا سخيا في بيته.

حازما في رحمه.

بارا لجيرانه

واصلا لرحمه.

يهتم لأمر قبيلته.

كبرت وكبر ومازال

على نهجه الصالح.

يشد الرحال.

رغم كبر سنه.
إن كان هناك
واجب دعي له.

أو خلاف
نشب طلب شوره

أو أمرا من أمور قبيلته

يتطلب تواجده.

لايخلوا مجلسه

من زائر يأتيه مطمئنا.

أو شاكيا أو مستشيرا.

كل ذلك كان يمر أمامي.

وانا أرى تطور حياة هذا

العابد المتبتل.
ينير
لنا كل يوم دربا من دروب

الصلاح وكيف نسلكه.

ونرى قيم الدين السمحة

وحسن الخلق ولين الجانب.

رأينا ذلك َفعلمنا أن الدين المعاملة.

واشتد به المرض.

لنرى درسا من دروس الصبر
والحمد عند البلاء.

فزاد في حمده لله والثناء.

صابرا محتسبا

يأنسه صوت الأذان

فتمتلأ عيونه بالدموع.

لحي على الصلاه حي على الفلاح..

لأنه لم يتأخر عنها حتى في مرضه.

حتى عندما اشتد عليه
المرض فأقعده.

وكأنني به يردد في نفسه والله ماتأخرت.

أن أقف بين يديك إلا ماتعلمه من حالي.

ولعمري أن رب الصلاة يعلم
أنك الذاكر العابد
المحافظ عليها في صحتك ومرضك.

وكان هذا جانب من جوانب دروسه المباركة التي لا تنتهي.

تجعل المقصر في الصلاة يندم.

إن فاتته تكبيرة الاحرام
ولو لمرة واحدة…

لله ما أطيبك ياعم علي حيا وميتا.

وما أجمل سيرتك وعملك.

فتعلمنا منك.

يا لطيب عشرتك ونقاء روحك الطيبة الطاهرة.

والله انا جاهدون أن نحذوا حذوك المبارك

الذي رأيناه منك.

وأننا مدينون لك. غادرتنا لرب كريم لكنك

لم تغادر أرواح أحبتك وتعلمت منك أنبل

الأخلاق وأجمل السجايا ودروب الخير
والصلاح.
ستبقى ماحييت تلهج لك بأصدق الدعاء.
.
كان ذلك
..(
والدنا ومربينا الشيخ علي بن ابراهيم الكناني)

رحمه الله.

اللهم ارحمه واغفر له وجعله مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى