لا تقنطوا من رحمة الله

لقد أنعم الله علينا بالكلام
و تعدد اللغات لنعبر به عن أنفسنا و ندون كل ما تعلمناه من هذه الحياة
لنتعظ منه أولاً
و لا نقع في الخطأ مرة أخرى

الحياة رحلة نسير فيها
أملين الوصول إلى أهدافنا
و الحصول على كل مانتمناه

هذه المدرسة تعلمنا الكثير مع كل شخص نعرفه أو نقابله
أو مكان نزوره – نتعلم

لا ننسى أن الإنسان يمر بمواقف مختلفة في حياته منها مواقف جميلة
و منها مواقف عصيبة يخطأ فيها فيحاسب نفسه على كل ما مضى

ورد عن أنس بن مالك أن رسول الله صل الله عليه
و سلم قال :
” كل بني ادم خطاء
و خير الخطائين التوابون”

فإذا أخطأ الإنسان عليه أن يعرف أن باب التوبة مفتوح لا يغلق حتى ترجع الروح إلى خالقها

إن كان العبد صادقا في نيته :
فتح الله له من الخيرات
و التوفيق أبواب شتى

تذكر أن على الإنسان أن يصاحب أهل الفضل والخير
و يبتعد عن أهل السوء فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل

إن المرء سيجد طمأنينة
و سكينة تملأ قلبه لأن العبد إذا فقد أقبل على ربه و إذا أقبل العبد على ربه أقبل ربه عليه
فمن تقرب من ربه شبراً
تقرب منه ذراعاً
ومن تقرب منه ذراعاً تقرب ربه منه باعاً ومن أتاه يمشي أتاه ربه هرولة

إن الأثر الذي يجده العبد التائب في حياته هو البركة في أهله و ماله وولده

لا ننسى أن التوبة أمر واجب على كل مؤمن
في كل حال ومن كل ذنب
والتائب يحبه الله
والتوبة من أسباب الفلاح في الدنيا وأن الله يقبل التوبة من عباده ويتجاوز عن الذنوب مهما عظمت

قال الله تعالى في القرآن الكريم:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم

ولكي يتوب العبد توبة نصوحاً لا بد أن تتوافر شروط التوبة
أولاً : إخلاص النية لله تعالى
ثانياً : الإقلاع عن الذنب
ثالثاً : الندم على الفعل
رابعاً : على أن لا يعود إلى الذنب مرة أخرى
خامساً : رد المظالم إلى أهلها فإن ظلم أحداً بأكل ماله رد عليه ماله
و إن نال من عرضه استبرأ منه
سادساً : أن يكون وقت تقبل فيه التوبة بأن تكون قبل الغرغرة
أو قبل طلوع الشمس من مغربها

فلا يقنط أحد من رحمة الله مهما بلغت ذنوبه
فرحمة الله وسعت كل شيء

ندى فنري
مدربة / مستشارة