بعد ان أفاق من تأثير المخدر واسترد وعيه حاول أن يحرك قدميه كي يذهب إلى الحمام فلم يشعر بوجودهما.
في هذه الأثناء هدئ من روعه صديقه الذي يرافقه وطلب منه الاسترخاء، عدم الحركة الكثيرة ومنعه من الالتفاتات كي لا تضره ويشعر بألم القسطرة.
عقب ذلك كبس المرافق على زر استدعاء الممرض، وهو حائر في أمره لا يعلم كيف سيخبره إنه فقد رجليه.
وبعد دقائق من النداء التقني دخل الممرض الغرفة وهو يجر عربته الطبية، وقد أدرك من تحديق المريض أمامه في الستارة الزرقاء ان ألة الزمن اخترقت ذاكرته وبدأت شفرتها تعيده للوراء، وهو يسبح معها في ذات الاتجاه إلى أن اغرقه الوجع في قاع بحر لجي ليس له قرار.
وبخفة أعطاه الممرض إبرة منومة كي تساعده على الرقاد بسهولة وتخطي الألم النفسي والموضعي لمدة أطول دون الشعور به…
والشعور هنا يختلف عن الشعور هناك، فشعور الحقوق الفكرية لا تعني اختلاف انواع القوالب الكتابية.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر.. هذا حادث من آلاف الحوادث المتشابه وقد يزيد عددها، فهناك من سيكتبه بأسلوب قصصي وآخر مقالي وثالث ما بين خبر وتقرير ورابع سيكتبه سيناريو ما بين مشهد وحوار للتمثيل. كما انها لا تعني استحواذك على المفردات وتنوعها فالمعاجم تعج بالكثير ما بين ما يعلم ويجهل والكل له حق استخدامها كيفما يشاء ويلائمه.
ينبغي أن تعلم علم اليقين أن كل أديب يعرف ذلك، وأن الحقوق الفكرية درعًا وحصنًا منيعا لصد الهجمات المباغتة ولحفظ نتاج الرأس المفكر من (حلول واقتراحات واختراعات وأساليبها الخاصة المتفرد بها). أما بالنسبة لوصف حدث أو حادث ومن ثم التغريد على انه صوت بلبل لم يخلق له مثيل، فلو كان كذلك لمَ تكرار صرير الحديد.
الخلاصة:
لا تتهم أحد بالسرقة حتى تفهم وتعرف ماذا تفعل، وإلا سنجدك أول من يقام عليه الحد، انذرتك فلا تقل انه تهديد!.
الروح/ صفية باسودان