غُذّيتُ بالحرفِ مثلَ الماءِ والزّادِ
في منبرٍ طينُهُ من قلبِ أجدادي
لاحتْ إلى الرّوحِ من أنفاسِهِمْ لُغَتي
فاستيقظَتْ في لساني ومضَةُ الضّادِ
أسرجتُهُ فاغتدى عبر المدى وسرى
يستنبِطُ الّلفظَ من ترنيمةِ الحادي
حتى استدارت إلى عينيّ فاتنتي
واستقبلتني بثَغْرٍ باسمٍ نادي
سارت إلى العمق تتلو ألفَ فاتحةٍ
والتمَّ ناموسُها في القلبِ كالهادي
في الرّوحِ والفكرِ تهديني لمَعرِفةٍ
أوحت بأنفَسِ مافيها لإرشادي
عرفتُ من سِرِّها ماالغيرُ يجهلُهُ
وماتجلّى لأعلامٍ وروّادِ
بنفحةٍ من كلامِ اللهِ قد جُبِلتْ
قدسيّةٌ من لدن عرشٍ لُعُبّادِ
أوحى بها في صفيّ اللهِ معجزةً
تسمو بعُربٍ لآفاقٍ وآمادِ
من عابِقِ الشّيحِ من صدرِ الأُلى عبروا
من هامةِ النّخلِ في سهلٍ وأنجادِ
كم أوقدت في فجاجِ الأرضِ من وهجٍ
كم شيّدتْ صرحَ أعلامٍ وأمجادِ
في مُرتقى من عُكاظٍ قام منبرهُمْ
إذ بان في سوقِهِم صرحٌ لروادِ
في فِكرهِم رؤيةٌ باللّفظِ قد كمُلتْ
ساقوا لها كُلَّ أنفاسٍ وأكبادِ
سادوا بها عن جميعِ الأرضِ قاطبةً
عزّت فصاحتُها خُصّتْ لأسيادِ
كم فاخرَ العُربُ بالإعجاز ِ وابتهجوا
مُذْ أدركوا حِفظَها في خيرِ إسْنادِ
مافارقوها ولاشذّوا ولا اغتربوا
عن منهلٍ من رواءِ اللهِ للصّادي
مامثلُها لغةٌ سادت بمُعْجَمِها
يستنبطُ الكونُ مافيها لِقُصّادِ
قُرآنُ ربي بها يُتلى بلا أربٍ
إلى دليلٍ وإيضاحٍ وإمدادِ
عبدالصمد المطهري
0 24 دقيقة واحدة