………….. … ……….
لا تتعبي الكف بطرقِ البابِ وارحلي
ولا تسألي داري وطلاً فاسالي !
عاثتْ بيَ الاحزانُ تنهشُ خافقي
حتى اصابَ الشوقَ نظرةُ احولٍ
وطلٌ اصابَ الحزنُ ركنَ جداره
إليكِ حزني وحزنُ الطلِ فاحملي
اناخَ ببابِ الدارِ ريحُ عاصفةٍ
يُقطٍّعُ الاوصالَ كحد المنجلِ
ويكوي قليبي وغارتْ صبابتي
وشَربتُ كأساً كسُمِّ الحنظلِ
فَجَّرَ الشريانَ في صدري ومهجتي
لتجري انهارٌ من الامزان في مقلي
اغازلُ الطلَّ حتى الشمسُ تهجرها
وعند غروب الشمسِ اخالُ مُعتَقِلي
هَيّجتي في نفسي شجونَ سرائري
واسمعتي في اذني حسيسُ الخلخلِ
لا تُفْرِحي الحسّادَ مني بنهدةٍ
وفي مسيرِ الحبِّ صلي وهللي
لا تَنْكَئِي جُرحي وتُدمي بخافقي
وفي خطوكِ المحزونِ عفواً امهلي
ولا تدوسي القلبَ فالجُرْحُ غائرٌ
وعن الجراحِ الغائراتِ لا تسألي
تَجَمّعَ الأحزانُ في القلبِ واشعلتْ
اعصارُ نارٍ من رأسي إلى ارجلي
ذابَ الفؤادُ من نأيٍ واوجعني
ذوقُ المرارةِ ، سُمًّا على العسلِ
كُفّي دموعَ العين وانصرفي
لا تسألي شوقي ودار الخل فأسألي
هناكَ محبوبي تناسى قلادةً
ونظرة الذكرى تعانقُ منزلي !
د. يحيى بن علي البكري
الرياض 3/9/2022