بيتنا كخلية نحل
الكل يتحدث في وقت واحد
أوووه يا لسعادتي
أنا عروسة هذا المساء
تزوجت ابن جيراننا المهندس
كنت أراه وكم تمنيت أن أصبح زوجته فقد كان من المستحيلات
ولكنه أتى اختارني أنا …
أنا الضئيلة الحجم المتوسطة الجمال
ذلك المساء سمعت بأنه سيذهب بي في رحلة غداً صباحاً
كنت أرتعش فرحةً وبهجةً وانبساط
ركبت معه في عربته بجواره وأعض على إصبعي كي أتأكد أنني لست أحلم
لكن هذا الأمر حقيقي يحدث
ذهبنا إلى شقة صغيرة جداً ولكنها جميلة
دخل إلى غرفة النوم واستبدل ملابسه
أدار التلفاز وطلب مني أن أقوم بطبخ العشاء له
قلت بصوت هامس : نطلب عشاء
قال : قومي اطبخي
بدلت ملابسي
وذهبت إلى المطبخ
لم أبكِ لكنني شعرت بالضيق
وبعد أن تعشى وحيداً أخذت الأطباق وقمت بتنظيفها
نظفت المطبخ وذهبت إلى غرفة النوم لأجدها موصدة بالمفتاح
كانت صدمة وإهانة لم أتوقعها لكنني ابتلعتها
حاولت الإتصال على أختي وخانتني شجاعتي
اتصلت على بدرية صديقتي
قالت لي نامي بأي مكان وشوفي ما الذي سيحدث غداً
قد يكون نسي وأغلق الباب
وفي الصباح نهض هو قبلي ولبس وذهب
دخلت الغرفة ونظفتها وغسلت ملابسه وأعددت له طعام الغداء
وعند الظهر عاد
وكان الطعام جاهزاً على الطاولة وبجواره إبريق الشاي والقهوة والتمر
لم يحدثني بل أكل ودخل الغرفة وسمعت المفتاح يدار في الباب
وفي المساء فوجئت به يدعونني إليه
قال : اسمعي أنا لا أريدك لا أحبك ولن أحبك
لكن علي الانتظار لعشرة أيام قبل أن أطلقك ..
كلماته عظم ينغرز في حلقي في جوفي
لكنني لم أتكلم بل انسحبت إلى الغرفة المقابلة
خرج وعندما عاد في وقت متأخر
قذف بعض مفارش السرير لي وقال : نامي على الأرض وهاهي الأغطية
احترق قلبي غضبت
طرقت باب غرفته المغلق وأنا أصرخ باكية
فتح الباب ووضع يده كاملة على وجهي ودفعني للخلف وهو يقول اذهبي لا كرامة لديك
دفنت وجهي في الملاءات وبكيت بكاء مختنق
ولم أتحدث عن هذا الأمر خلال الأيام كلها
كنت أعد الطعام وكأنني آلة مبرمجة ..
بل إنه طلب مني عندما يأكل أو يشاهد التلفاز أن أبتعد لا يريد رؤية وجهي
انتهت المهلة
أعددت حقائبي وملابسي وانتظرت في الغرفة المقابلة
أتى وتناول طعامه ودخل لينام وكأنه نسي كل شيء
وفي المساء رأى الحقائب
قال : خذي مفتاح العربة ونزلي الحقائب
فعلت ما طلب مني
وانتظرته عند الباب
قام بتثاقل وقال
سنقول أنني مسافر وبعدها يصير خير
لم استطع أبداً أن أتحدث
وصلنا إلى المنزل
فُتح الباب ووسط دهشة الجميع بكيت
أتى والدي وهو يبتسم وماتت الابتسامة على شفتيه عندما رآني أبكي
بكيت لدرجة أن والدي أخذني إلى المستشفى
وجدتني في سريري
وبعد أربعة أيام فوجئت به يتصل على هاتفي
سقط الجوال من يدي كنت أرتعش
لم أكن أبكي فقط كنت أشهق لم أتحدث
قال لي : سامحيني
ولكن لعلمك والدك كان عشيق والدتي لسنوات ولقد تسبب في وفاة أبي
لم أنس هذا الأمر ولم أستطع ..
لقد حررت لكِ صك طلاقك في هذا اليوم
استودعتك الله وأتمنى لكِ السعادة
Dr : ظافرة القحطاني