مقالات مجد الوطن

الجزء ٢٨ روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

“القلم” .. أين هو؟ قلت بصوت خافت ثم واصلت البحث عنه.
رفعت الوسادة، فإذا يد تناولني إياه، التفت إلى هيكلها فإذ هي قناعة تنتحى جانبًا، قالت لي:
– ما بكِ؟ ما الذي يشدكِ.. كلما تقدمتِ أعادكِ إلى الوراء! إذا استبد بك التعب لا تختفين، مفاجئة الناس بانقطاع لم تتأهب له، أفصحي لهم عن الأسباب قبل أن تمنعين عنهم أحرفكِ، ولا تتصنعين أعذارًا واهية في حياة لم تعد تطاق. الغيوم الكثيفة ليست كالريح نطأطأ لها رؤوسنا حتى تمر بسلام، فلا تسليمًا ولا سلامًا لغاضبة مجنونة ديدنها التعنيف والتكسير، لا تقفين فأنت مضطرة أن تعبري على سجادتها المهتزة بعنف.. تماسكي حين ارتجاج رحلتك الكتابية الطويلة فهي تستحق مزيدًا من التحصين.
ارتسمت على شفتي ابتسامة خفيفة وقلت لها:
– أنني بخير وعلى الرغم من ذلك فقد زادت الإساءة ووقود الصبر نفد فعندما هاجت العظام اللاذعة انشقت الحقيقة نصفين: نصف ضعيف ينتظر الفرج، وآخر أخذ ما يثبت.. حزمة ورق مستعدة لقول ما قالوه وللشهادة دون طلب.
قالت قناعة لي:
– لا تفكري في شيء فقط أحكي ما مررت به.. أجزم أنها تجربة فظيعة.
وافقتها وأنا أنظر إلى الأوراق الأصلية في الدرج سحبتها منه وناولتها، قلت: عند نهاية كل مرور طويل نظنه مغلق ثغرة للتنفس والفرج! لقد كنت طيلة تلك الأيام أدور بانتظام مضطرد، متوقفة فيها عن الكتابة بعدما سحب رصيدي الزمني بدون وجه حق، وأنا اراجع عن طلب قدمته في هذا القطاع لدى قسمه النسائي.
صمت لبرهة حين سمعت صوت الصفحات مع شهقة، شهقت قناعة قليلًا قائلة: ماذا لو لم تحصلين عنها!
– وهل سأظل اكتم غيظي واعفو عن الزلات والمضايقات ونظرات الدونية والتهميش ومعاملتي كأمية لا تفقه حرفًا واحدًا، أنا لم أكن يومًا بهذه الشخصية، ولن ارتدي رداء نسجوه من خيوط رتابتهم، لقد فسخت رداء الرتابة منذ زمن ولبست ثوب التجديد وجدائل الشمس تركتها لمن يريد أن يمشطها.. لن أسير على عجلة أحد طالما الحق لي!
– أكتبي يا الروح يوجد ما يستحق، وأنه أمر طبيعي جدًا أن تتم مضايقتكِ، فهناك من يحتسي قهوته علقمًا حين يقرأ ما تكتبين.
الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى