كانت عجوزا في زمان أُهْمِلَتْ
تحيا حياة الغابِ فيها وارتوت
جهلٌ وحرمانٌ وأمراض ٌ حوت
فهوت بها للقاعِ حتى أُنهِكَت
نظرتْ بعينٍ للسماءِ وحدّقَتْ
رفعتْ أَكُفّاً للإلهِ تَضَرّعَت
جرت خُطَاها مجهده وتعثرت
نفضت ترابا من تراب واستوت
نهضت وجرت في الخطى وتبسمت
والشمسُ في الأفقِ البعيدِ توهّجتْ
نامت وفي أحلامها قد أبحرت
رأت السماءَ بأرضها قد أمطرت
كل المساجد في بلادي اذنت
الله أكبر عزةً كم أنجبت
خرجت تناظر أمرها واستطلعت
فإذا سيوفُ الحق منها اُشْرِعَتْ
صرخت بصوت المستجيرِ وولولت
وتخالطت فيها المشاعرُ رددت
عبدالعزيز له بحب صفقت
مبهورة تجري إليه وغطرفت
مدّت ذراعيها له واستسلمت
فأتت إليه بالوقار تجمّلت
في نجدها وحجازها قد أذعنت
بشمالها وجنوبها قد أقبلت
وبشرقها وبغربها قد أنشدت
وسهولها وجبالها كم بايعت
في عهد سلمانَ العظيمِ تقدّمت
ومحمدٍ في رؤيةٍ قد أثمرت
يا موطني كم نار حبك أججت
فيّ المشاعر في الصميم وأشعلت
دوّى الصدى حتى الثريا رددت
أفراحها للفرقدين وأنشدت
( عبدالله مشعي _ البرك )
0 111 دقيقة واحدة