د . ضيف الله مهدي
الأستاذ الشاعر إبراهيم بن عبد الله بن عمر مفتاح
أول معلم سعودي يعمل معلما في بيش ، نعم هو من جزيرة فرسان ، ولكنه عمل أربع سنوات معلما في بيش فهو بيشي وعلم من أعلام بيش .
بدأ حياته العملية معلما في بيش في عشة للوالد عبد الله جلي يرحمه الله .. يحمل الحب لبيش ولكل أهل بيش ، حتى إن زار بيش فلا بد يمر على تلك الأماكن التي بدأ حياته بها معلما .. وتلك الأماكن ترحب به وتغني له : الأماكن كلها مشتاقة لك . هو يحب بيش ونحن نحبه ونفخر ونفتخر به .
في سنوات ماضية كتبت مرة : ” الإذاعة وإبراهيم مفتاح وبيش وأنا :
في مساء يوم الثلاثاء الموافق ١٤٢٣/٢/٣هـ ، استضاف برنامج أهلا بالمستمعين بإذاعة الرياض في حلقته المفتوحة شاعر ( الجزيرة ) وهو فحل من فحول الشعراء الذين يزخر بهم هذا الوطن الغالي ، إنه الشاعر الأستاذ إبراهيم بن عبد الله بن عمر مفتاح ، وهو من مواليد جزيرة فرسان عام ١٣٥٩هـ .
وقد تلقى تعليمه في الكتّاب على يد الشيخ محمد بن أحمد البهكلي إمام وخطيب جامع فرسان ، والشيخ خميس بن محمد الرفاعي ، والشيخ حسن بن علي مظفر رحمهم الله جميعا .
ثم دخل مدرسة فرسان الابتدائية وحصل بها على الشهادة الابتدائية عام ١٣٧٧هـ ثم حصل على شهادة معهد إعداد المعلمين في جازان عام ١٣٨٠هـ ، ثم واصل دراسته التكميلية عام ١٣٨٩هـ .. عمل مدرسا بمدرسة بيش الابتدائية من عام ١٣٨١ حتى عام ١٣٨٤هـ .
ثم عمل مدرسا في المدرسة السعودية الابتدائية في مدينة جيزان ، ثم في مدرسة فرسان الابتدائية .
ثم عمل سكرتيرا للتحرير بمجلة الفيصل الثقافية التي تصدر عن دار الفيصل بالرياض لعدد من السنوات .
ثم عاد إلى التعليم وعمل وكيلا لمدرسة فرسان المتوسطة والثانوية ..
وهو علم غني عن التعريف فله مشاركات ونشاط ملموس في الصحف والمجلات السعودية ، وشارك في إحياء أمسيات شعرية في بعض النوادي الأدبية في المملكة وهو عضو نادي جازان الأدبي وعضو شرف في نادي الصواري الرياضي بفرسان ومشرفا على النشاط الثقافي وله العديد من المؤلفات منها المطبوع والمخطوط ومن كتبه ( فرسان جزائر اللؤلؤ والأسماك المهاجرة ) و ( فرسان الناس والبحر والتاريخ ) وله ديوان شعر بعنوان ( عتاب إلى البحر ) وديوان آخر بعنوان ( احمرار الصمت ) وله كتاب آخر بعنوان ( أدب الأشجار ) و ( مقامات فرسانيه ) .
كان اللقاء الذي أجراه معه المذيع المتألق يحيى الصلهبي من إذاعة الرياض لقاء رائعا وأمسية أدبية جميلة من أحلى وأجمل الأمسيات تحدث فيها عن الكثير ورد على أسئلة المستمعين ، وفي حديثه حلاوة ، فصيح اللسان ، سهل العبارة وهو يتدفق وكأنه يملي من كتاب وذو ثقافة عالية ومعرفة واسعة ، وقد تداخلت معه أنا في ذلك اللقاء ، وكانت أسئلتي مكتوبة وأرسلتها عن طريق الفاكس ، وقرأ المذيع سؤالي الأول فقال : من المستمع الكريم والمشارك الدائم ضيف الله مهدي من بيش يسأل : ما هو الجديد لوطن الحب والخير والأمن والأمان ؟
فرد قائلا :
تسائلني هل مسني الحب قبلها
وهل ذقت يوما في الأحبة مثلها
وهل شفني وجد تناثر في دمي
لهيبا فأعيتني إجابـة سؤلـهـا
أحبك ظبيا في الفلاة ولفتة
وسحر عيون ينقش الليل كحلها
أحبك صحوا واعتدالا وغيمة
ولمحة برق في العشيات وسلهـا
أحبك مجدافا وبحرا وسـاحلا
وآهة شوق أشعلت قلب خلهـا
فياض شراع يلثم الموج خده
وساعية في اليم تزهو بحملها
أحبك أصدافا وقلعا مسافرا
ولؤلؤة لم تشهد العين مثلها
أحبك وديانا وشعبا ونخـلة
يذوب الضحى شوقا إلى فيّ ظلها
أحبك في ليل السهارى حكاية
وسيرة أجيال مضت لا أملها
وحاضر أيام يموج اخضرارها
تسير على جيد الزمان ببلها
أحبك بدرا في السماء ونجمة
تلوح للسارين في بحر ليلها
أحبك في الوادي أريج بشامة
وطيب خزامى يرشف الظبي طلها
أحبك ريحانا وشيحا وكاذيا
وعطر مساء في ردائم فلـها
أحبك إنسانا وبيتا وشارعا
وجلسة إخوان تفيض بنبلها
أحبك أما درهت ساعة الضحى
ونادت حنانا في المغيبات طفلها
عروسا تذيب العين شوقا وأدمعا
وتحلم ساعات المقيل ببعلها
أحبك بئرا تلتقي حول مائها
متاعب أهل الحي من أجل غسلها
أحبك شايا في الصباح وقهوة
وفعل رجال هزني نبل فعلها
أحبك أشكوها إلى كل عاشق
يعيش مدى الأيام صبا مدلهـا
عشقتك يا أرضي وعشقي يذيبني
ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها
وتداخل الكثير في تلك الأمسية ..
وفي ختام اللقاء طلب منه المذيع قصيدة تكون مسك الختام ، فقال لقد كانت بدايتي العملية معلما في مدينة بيش وأمضيت بها مدة أربع سنوات وغبت عنها ولم أعد إليها إلا بعد سبع وعشرين سنة فقلت قصيدة بهذه المناسبة وأحب أن أسمعكم وهي مهداه لجميع المستمعين وأهل بيش بصفة خاصة ، لأنني أنا من بيش فذكرته ببيش ، ولذا أهداني والمستمعين وأهل بيش هذه القصيدة الرائعة :
قد جئت يا بيش من بحري ومن جزري
لمن تركت على عرصاتها صغري
سبع وعشرون يا بيش الهوى عبـرت
وأنت ماثلة في السمع والبصري
سبع وعشـرون مرت يـا مـعذبتي
كالحلم كاللحظة الملغاة من عمري
وهاأنا عـدت عنـوانا رسـائلــه
منشورة في زوايا البعد والسفـر
سبع وعشرون يا عمري أجمـعهــا
شوقا إليك فهل ما زلت يا قدري
تلك التي ذاب في أفـيـائها تعـبي
ولملمت حرقة العـشاق في سهري
يا بيش جئتك وعدا فوق جبهتـه
كل اللقاءات رمز البد ء فانتظري
هذا الذي عاد للوادي يـعاقره
حلم المساء وسحر الليل والقمـر
وموجة حرة الإيقاع يدفـعـها
شوق المسافات للترحـال في السحر
رمـت إلي سؤالا فوق ساحلها
يا من أتـى من بعيد يقـتفي أثري
اركض برجلك هذا موعد وغدا
سنلتقي هاهنا في موسم المطـر
باختصار شديد هذا هو الشاعر إبراهيم مفتاح الذي له تقدير في نفسي وقلبي وحب منقطع النظير .
0 54 4 دقائق