مقالات مجد الوطن

(( حَ بِ ١٤٣٨ ))

 

الدَّارُ نَازِحَةٌ فِي سِلْمِ عَذْرَاءِ
كَالطَّيْرِ بَارِحَةٌ فِي صَخْرِ خَنْسَاءِ

أَرْثِي جَمِيلَتهَا بِالْأَمْسِ مُدَّكِرًا
يَا لَيْتَ مُدَّتَهَا فِي ذِكْرِ إِثْرَاءِ

فَالنَّفْسُ شَارِدَةٌ بِالْعُذْرِ سَارِحَةٌ
هَيْهَاتَ مِنْ دَرَكٍ يُودِي بِإِلْقَائِي

كَأَنَّنِي كُرَةٌ تَجْرِي بِمَلْعَبِهَا
لَما تَوَاتَرَنِي بِالْمَيلِ إِرْجَائِي

تَبِعْتُهَا هَكَذَا الْأَعْمَى أَفتِّشُهَا
أَرْضًا أَسَائِلُهَا عَنْهَا بِعَمْيَاءِ

كَأَنَّهَا عَرَضٌ فِي جَلْبِ مَهْلَكَةٍ
مِنَ الْبَلَاءِ الَّذِي كَبَّتْ بِإِغْواءِ

حَتَّى تَأَوَّلَهَا حُلْماً تحَقَّقهَا
سَلْبُ الْإِرَادَةِ لَا أُدْلِي بِآرَائِي

أَكُنْتُ أَصْرِفُ عَنِّي ظُفْرَ جَارِحَةٍ
مِمَّا يَلِيهَا وَدُونَ الْغِيْدِ إِسْرَائِي

لَإِنْ شَكَوْتُ بِنَوحِ الْمُسْتَزيدِ فَمَا
لِلْحَظِّ إِلَّا تَبَارِيحُ لإِقْصَائِي

لِلْوَصْلِ أَحْلمُ وَالْأَشْوَاق فِي سَفَرٍ
بَيْنَ التَّبَاعدِ آمَالِي وَأَنْحَائِي

مِنْ الْمَشَقَّةِ فِي هَجْرٍ وَعَابِسَةٍ
وَجْهًا تَبسَّمهَا فِي وَجْهِ عَذْرَاءِ

عَنِ الدِّيَارِ الَّتِي قَدْ فَارَقَتْ
فَقَضَتْ
بِالْمَوْتِ مِنْ بَعْدِهَا المُفْني بِأَحْيَاءِ

فَبَاعَدَتْ قَسْوَةُ الْأَسْفَارِ قَاطِعَةً
مِنَ الضَّلَالَةِ فِي ظُلْمٍ وَظلْمَاءِ

تَاللَّهِ مَا نَفَعَتْ فِي ضَرْبِهَا حِيلُ
وَلَوْ وهَبْتُ لِأَهْلِ السِّحْرِ إِهْدَائِي

لَكِنَّنِي رَجُلٌ فِي الدِّينِ يَحْفَظُنِي
قُرْآنُ رَبِّي وَتَوْحِيدِي وَإِصْغَائِي

عَلَى الطُّلُولِ الَّتِي هَبَّتْ مُذَكِّرَةٌ
رِيحُ الصَّبَا نشوةُ في خَبطِ عَشْوَاءِ

عَسَى يَعُودُ إِلَيَّ الرُّشْدُ مِنْ أَمَلٍ
هَيْهَاتَ بَعْدَ قِرَانِ الْحَاءِ بِالْبَاءِ !!

شعر موسى بن غلفان واصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى