لم تلحظ (قناعة) ان مقالة الدكتورة “كعشوشة” انتهت من حيث بدأت.. من العنوان ودعونا نسميه (صفحة ونصف) وكأني اتخيل اليد التي دونته تهتز ولم تربت أرضها لإنها لم تجد سقي الحرث. فعلى امتداد المقدمة واللب ضاقت الصفحة الإلكترونية فخرجت الخاتمة مربوطة مقحمة سطورها على العنوان بنية ظاهرة تضمر بينها حروفًا جافة متقطعة.
ورغم هذا لم يتوقف مدادها من تعبير ما لقنت به! فهبت كعجاجة قوية على الصحيفة الإلكترونية حاملة معها رسالة يقول فحواها المختصر: “لقد سئمنا الركاكة ممن يدعي إنه يكتب المضمون وهو لا يملك أدوات الكتابة النحوية والإملائية و…. و….”.
جاءت كلماتها عليها غبرة لكي تؤكد أن العجاجة لا تحب الركاكة، فهبوبها المقفرة أصابت عينيها المغلقة، وظهرت علاماتها عليها حتى صاحت بصوت زفي: “أريد النور.. أريد النور..”.
وفي وقتها شطرت صلب الموضوع إلى نصفين نصف للكامل والآخر لنصف نصفه، فالأول الكامل لمن لديه محتوى وإملاء وقواعد ونقاط وفواصل وان كان سخيفًا، أما الثاني فهو مقسومًا على نتاج الأول المقبول بالنسبة لها.
وعلى الرغم من رفضها واستنقاصها للأخير إلا أنها انصفته بعد أن انتكس شعورها دون قصد منها، فعنوانها العريض الذي كتبته بأنامل مجتهدة اعتمد حقيقة شح مقالها وفكرها الخامل.
وفي الختام توقيع نعتًا تمجد فيه نفسها.. وكأن وصفها يصف حالًا من أحواله: راكبة امتطت صهوة حرفًا شق غباره ولم يسمع له صهيلا.
الروح/ صفية باسودان