شعر : عبدالله محمد باشراحيل
رحمك الله يا أُمي وأنزلك الفردوس الأعلى ووالدي والمسلمين
أشدُ الحزنِ ماسكنَ الفؤادا
وأكثرَ هَمَّ صاحِبهِ وزادا
رحيلٌ أم فِراقٌ أم وداعٌ
فإنَّ غيابَ من عَزَّ افتِقادا
وما الدنيا وإن طابت لِحَيّ
سوى الأرماسِ والتُّربِ الوسادا
يُحَدِّثُني الحنينُ إليك أُمِّي
حنينُ الإبنِ كم كان اعتيادا
فأيُّ الذكرياتِ وأنتِ فيها
وأيُّ الحبِّ في عينيَّ نادا
ولو كان الفداءُ بمستطاعٍ
لكان القلبُ عنكِ اليوم فادى
ولكنَّ المقادرَ أعجزتني
وتمنعُني وإن كنتُ النجادا
وأنظرُ صمتَ جسمِكِ مُستنيماً
وقد أسلمتِ للعينِ الرُّقادا
تَحَجَّرَتِ المدامعُ في عيوني
وقلبي بالدَّمِ المحرورِ جادا
أيا (مصباحُ) والطُّهرُ المسجَّى
وقرآناً بصوتكِ كم تصادى
حفظتِ اللهَ والإسلامَ حقاً
وصنتِ النفسَ هدياً واعتدادا
وابقيتِ المكارمَ سامقات
وشاهِدُها الذي يجزي العبادا
وَأنَّكِ مابخلتِ ولم تضُني
وكم أجزلتِ بالبذل المدادا
فكنت اليسرَ في عُسرِ البرايا
وكان الطيبُ قلبِكِ والودادا
رِقاباً قد فَككتِ تكادُ تودي
فكنتِ ملاذَ نجدةِ من تنادى
وقد حُزتِ المحاسنَ مُشرقاتٍ
ووجهُكِ نورُهُ غطَّى المهادا
قليلٌ في التُقاةِ مثيلُ أُمي
سلوا عنها الأقاربَ والبِعادا
(فيا مصباحُنا)عند الدياجي
بِنورِ الله نوَّرتِ السَّوادا
وإن رضاكِ يا أمَّاهُ خيرٌ
رضى الأبناءِ للآباءِ زادا
فيا أمَّاهُ ليس الموتَ إلَّا
حياةٌ للذي نَظَرَ المَعَادَا
وأزلفتِ الجنانُ مورِّداتٍ
وقد نِلتِ السعادةَ والمرادا
حَباكِ اللهُ يا أُمِّي نعيماً
حِبَاءً منهُ يستبِقُ النّفَادا
فجد يا خالقَ الدنيا عليها
فأنت البَرُّ قد كنتَ الجوادا
ونسألُكَ الثباتَ لها ونرجوا
لها الغفرانَ فهيْ لك انقيادا
رحِيمٌ أنت فارحمها ومن ذا
سيرحمُ غيركَ اللهُ العِبادا
وأغسِلها بماء الثلج عطراً
وألبسها الرَّبيعَ وقد تهادى
أنِلها جنَّة الفردوسِ هبها
فأنتَ الله يُنعمُ إن أرادا
لقد عاشت تحبُّكَ يا إلهي
وأنتَ لمن تُحبُّ نَدَاكَ هادى
فصلِّ على نبيك في البرايا
إلهي من بنورِ الوحي سادا