محمد الرياني
هكذا غبتِ يا(صالحة) حضرَ الأوفياءُ ليشهدوا آخرَ تفاصيل وداعكِ؛ غيابٌ مختلفٌ ونهائي ، تقاطرَ المحبون على مساحةِ الفراقِ التي نبتتْ بعد أن توسدتِ التراب، تلتقي وجوهٌ مع وجوهٍ فيمتزجُ الحُزنُ مع الحب، جمعتْ روحكِ التي فاضتْ وصعدتْ إلى السماء على الأرضِ أرواحًا تسكنها أرواحٌ ورياحينٌ من المشاعرِ الفياضة، هكذا بدتْ أوقاتُ الاجتماعِ على ذكراكِ وكأنَّ تاريخَ عُمرَكِ على الأرضِ قد حشدَ جيشًا من المحبين يتلون تراتيلَ النشيدِ الحزينِ وتغريدةَ الحياةِ حالَ البقاءِ وحالَ ترنُمةِ الوداع، تغيبينَ وقد ألهبتِ المشاعرَ الفيَّاضةَ على الصغارِ الذين لم يشهدوا كلَّ تفاصيلِ تاريخكِ ليلحقوا بمراسمَ وداعكِ ويكتبوا في سجلاتِ الخلودِ أنك أيقونةُ الحبِّ التي سيقتسمون من ذكراها عبقًا يضعونَه بين جنباتِهم وعلى صدورهم ، هكذا مضيتِ حيثُ تمضي الأحياءُ في نهايةِ المطاف، لقد غادرتِ هذه الحياةَ ريحانةً مثلَ دوحةٍ عملاقةٍ يتضوَّعُ شذاها في الأرجاء ، وندعو الله أن تكوني مسكًا يُعطِّرُ الترابَ الذي سكنتْ فيه عيناكِ إلى الأبد.