مقالات مجد الوطن

(من يستحق الاتباع)

 

في سورة يونس يقول تعالى :

( قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ * قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٥).

في هذه الآيات تحد واضح من رب العالمين لمن يشركوا بالله و يجعلوا له أندادا و شركاء ، فقل لهم يامحمد و اسألهم هل من آلهتكم ومعبوداتكم من يستطيع أن ينشئ خلقا من العدم و من ثم يفنيه ثم يخلقه و يعيد بعثه مرة أخرى و الجواب بين إلا أن كبر هؤلاء وانطماس بصيرتهم يجعلهم لايرون الحق، فالله وحده القادر على ذلك فكيف تكذبون على أنفسكم، وكرر السؤال الاستنكاري سبحانه مجددا فهل من الشركاء من يستطيع الإرشاد إلى الطريق المستقيم فهذه الآلهة و المعبودات لاتستطيع هداية نفسها حتى تهدي غيرها ، بل تحتاج إلى من يهديها إلى الصواب وقد جاءت قراءة ( من يهدي الا ان يهدى ) على ستة أوجه فهناك من قرأها بسكون الهاء و ترقيق

الدال و كسرها، و منهم من قرأها بفتح الياء و الهاء و تشديد الدال و هناك قراءة هي التي تميل إلى الأصوب بأن تفتح الياء و تكسر الهاء، و تشدد الدال وتكسر، و كلها تحمل ذات المعنى بأن هؤلاء الشركاء لايستطيعون هداية احد بل يحتاجون إلى من يهديهم بدورهم فكيف تحكمون هذا الحكم اللامنطقي وتعبدون هذه المعبودات بلا وعي أجارنا الله.

من ثمار تفسير هذه الآيات أنها ترشد إلى ضرورة تحكيم العقل و المنطق و هذا هو الحوار القرآني الرائع و الذي يقوم على دحض الحجة و إسكات الخصم بالعقل و الدليل و البرهان.

و هذا يعلم الوالدين أن يتبعوا أسلوب النقاش العقلاني في إقناع أولادهم بما يوافق الكتاب و السنة، فيمكن إثارة الأسئلة و تحفيز الفكر للوصول إلى الإجابات المرغوبة عند المراهقين و الشباب، مرحى بالحوار و الإقناع على أسس صحيحة و هذا لايتعارض مع الدين مما يثبت لأعداء الدين بأن الإسلام دين يحترم العقل و الاستنتاجية و دلالاتها..

نسأل الله ألبابا مدركة مبصرة ونسأله من كل خير أنزله بعلمه.

د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى