د . ضيف الله مهدي
السيد الشريف علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين القبي يرحمه الله .. يمتد به النسب الكريم حتى سيدنا أمير المؤمنين أبا السبطين الحسن والحسين ، الخلفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ورضي الله عنه وأرضاه وكرم وجهه .
من مواليد قرية السلامة العليا .. تلقى تعليمه في بيش.
عرفته وأنا طالب في المرحلة الثانوية ، وهو أحد الموظفين البارزين بمكتب البريد في محافظة بيش .
رجل حوى كل المحاسن والفضائل من منبت شعر رأسه حتى أخمص قدميه .. حباه الله بأخلاق فاضلة وروح مرحة ونفس أبيّة . ما تلقاه إلا يقابلك بابتسامة هاشا باشا يرحب بك أجمل التراحيب وينزلك أحسن المنازل ويخاطبك بالعبارات والمفردات الجميلة . صاحب دعابة ومتواضع وكريم .
كنت دائما ألتقي به وبرفيق دربه الشيخ محمد إبراهيم جوحلي وأجلس معها وقتا طويلا كله ضحك وكلام جميل ، ما تمل من الجلوس معهما .
كنت من صغري من هواة المراسلة ، أراسل بعض أقاربي في بعض مدن وطن الحبيب وأخوالي وهم في الجيش العربي السعودي في الأردن وسوريا وقد كانوا في الجيش الذي ذهب في حرب رمضان ١٣٩٣هـ وكنت أراسل الإذاعة السعودية لذلك فقد عاصرت البريد السعودي في بيش منذ أن كان في صندقة صغيرة في حارة العجامة ثم انتقل في مبنى جميل بحارة الحوازة غرب مجمع المريع ثم انتقل لمبنى في حارة أبو راسين ثم في مبنى بالقرب من مدرسة أبو هريرة الابتدائية ببيش وبقي بها أطول فترة والرئيس الذهبي محمد بن إبراهيم جوحلي ورفيق دربه علي القبي يرحمهما الله ثم انتقل إلى مبنى بالقرب من مجمع الحريبي التجاري والرئيس الحسين قبي ثم محمد ماجوري ويحل أخيرا في مبناه الحالي على الخط الدولي عند محطة النقل الجماعي .
فجعت كما فجع غيري بوفاة السيد علي القبي ومن يعرف علي بكاه يوم وفاته .
كانت أمه رحمها الله تبكيه وتقول :
علي علي سميت
طوقي علي باك
ليتك سباق الجنبية
والتوي باك
وقالت أيضا يرحمها الله :
أبكي ويبكى بي ويبكى عليه
على علي قد فلت من اديه
دورت لك بين شمس وفيه
دورت لك والناس حية
دورت لك مالقيتك وليه
وقد كتب الأستاذ أحمد القبي مرثية في أخيه علي ، فقال:
ومر العيد يا أختي عليا
كئيبا شاحبا في ناظريا
ثقيل يقطع الساعات مني
ويوجهني إلى الذكرى شقيا
تذكرني ليالي العيد وجها
مضى عن هذه الدنيا رضيا
وأخا ليس أخا ، كان أبا
وكان الرمز في عيني بهيا
ذكرتك واقفا فبكت عيوني
عليك ، وقلبت حزني مليا
رعى الله من ذكراك ذكرى
لأعوام جمعناها أخيا
رعى الله من ذكراك نور
أشع على فؤادك والمحيا
أحن إلى لقائك في الزوايا
إلى تقبيل كفك شفتيا
أتوق لوجهك الوضاء صدقا
وأحلم يا علي لو عدت حيّا
وأحلم يا علي لو عدت صوتا
يداعب عن قريب مسمعيا
ولكن الإله قضى وإنا
وإنا في حكم الله يا أختي سويا
ومر العيد يا أختي بطيئا
على غير العوائد سرمدياً
وكان العيد أصداءا وفرحا
في قربك يا علي ومدى نقيا
وأذكر كم تسامرنا مرارا
وكم أرضا مشيناها معيا
تركت في عالمي حزنا ثقيلا
وغبت ، وكنت لي الدنيا عليا
وها أنذا ما زال نبضي يئن
على فراقك شاعريا
أمر على طلولك كل يوم
تقبل باب دارك مقلتيا
وهكذا قدمت علما من أعلام بيش من أهالي قرية السلامة العليا ، رحمه الله رحمة واسعة وجعله من أهل الجنة .