مقالات مجد الوطن

تكملة من  روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

في اليوم التالي وصلت (قناعة) في وقت غير الوقت المحدد لحضورها المعتادة عليه، قامت بدق الجرس وقمت بفتح الباب لها، قالت: أنا على عجالة من أمري، السائق ينتظرني في الخارج، وانهمكت في تفتيش الغرفة متوقعة أن تلقى الجهاز، ولكن الدقائق مرت ولم تجده في مطرحه ولا في مطرح آخر انتابها شعور بالتوتر جعلها تنظر إلى ساعتها فكانت في الحادية عشر ليلًا.

– أين هو؟

– في الحفظ والصون.

– هاتيه

– لقد نسخت ما به.

– لماذا؟

– أحسب أن تفريغه قد يفيدك مستقبلًا.

كان هذا الحوار تمهيدًا منحت نفسها من خلاله فرصة لاستحضار حوارا جديدا. كان يخص كيسًا دسته تحت عباءتها. كشفت عنه.. فتحته فإذا فيه قطعة ملابس داخلية نسائية ملفوفة ومربوطة بحبال مربطة بدقة وإمعان، سألتها:

– ما هذا؟

– سروال حريمي.

– ما به؟

– وجدته!

-أين؟

مغروز في عمود حوض المغسلة.

استمعت بحواسي كلها، وقلت لها:

– هل فتشتِ السيفون؟

– السيفون.. لا! هل هذا ضروريًا؟

– ماذا قالت أمكِ عنه؟

– لم أخبرها عنه حتى حضوري إليكِ لا تعلم عنه.

وبينما هي تتحدث دخلت قطتنا وكأنها تهاجم فتحولت حالتها الأليفة إلى عدوانية.. تغيرت تعبيرات وجهها، رفعت أجزاء معينة من جسمها مثل ذيلها وشاربها، كانت تحدث صوتًا وتنظر في إحدى زوايا الغرفة كالذي يتتبع أحدًا.

حينئذ اطفئت الأنوار ووجهت عدسة الكاميرا على الركن الذي مسلط عليه ضوء عيني هرتنا، ثم كبست زر التشغيل، ارتفع مواءها، أوقفت التصوير واكتفيت بما حفظ، ثم اضئت الانوار سريعًا، وشغلت التسجيل ظهرت لنا صورة كلب كبير كأنه رسم بطبشورة بيضاء على سبورة سوداء اللون أو رسم بدخان أبيض على وجه ليل لا نجوم له ولا قمر.

لم يتعدل مزاج البسة بل تنامت عصبيتها، تذكرت الكيس قلت ل(قناعة) أغلقيه وأرجعي به إلى بيتكم حالًا.. ولا تعبثي فيه.. حطيه حيث عثرتِ عليه حتى يوم الغد….

الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى