يقول وليم شكسبير :
جمال المكان بمن رافقك فيه ، وجمال الوقت بمن شاركك فيه.
بين المكان و الناس علاقة مؤثرة تبادلية، فالمكان لا يستمد هويته و جماله من تضاريسه، و تكويناته، فقط
و إنما من الناس الذين زينوه و ارتبطوا به .
كثيرة هي الأماكن التي تثير فينا الذكريات، فنجد مكاناً حزيناً،و مكاناً سعيداً
و هناك مكان أليف، و مكان موحش ،و لا بد بين حين و آخر إن مررنا على تلك الأماكن نمر بحالات مختلفة ، ربما نضحك ، نتألم ، نبكي …
مذاقات الحياة تتنوع، باختلاف الأمكنة …
تقول الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي :
الذكريات هويتنا الآخرى التي نخفي حقيقتها عن الآخرين حتى إن الكاتب يطلق شعار جديد
” قل لي ماذا تتذكر أقل لك من أنت ”
الإنسان و المكان لا ينفصلان ،و كلاهما يعطي من صفاته للآخر .
هنا ولدنا و تربينا و هنا مشينا و لعبنا و تعلمنا
و تخرجنا ،و هنا ارتبطنا بشريك العمر ، و هناك أنجبنا أول طفل .
فبعض الأحيان ليست الأماكن جميلة، بحد ذاتها
و إنما لما تحمله من ذكريات جميلة .
عندما نعود لتلك الأماكن يمر بنا شريط الذكريات
و نعيش أجوائها و نتفاعل معها بحواسنا الخمس
حتى أننا نتذكر رائحة المكان و نتذكر الضحكات و الأحداث حتى أدق التفاصيل فنحمل الكثير من الحب لهذا المكان .
بعض الأمكنة تحدثك عن الممكن،و كيف عاش الناس فيها الإيمان، و الثقة، والقدرة على العمل و الإنجاز ، عن الحلم و كيف تحول إلى واقع ملموس نفخر به .
و بعض الأمكنة تذكرك بأنها السبب في شعورك بالعجز
و أنك مقيد لا تبدع و لا تستطيع أن يكون لك شأن فيها .
هناك أمكنة تحفزك،
و تخلق داخلك أحاديث داخلية، مليئة بالرغبات التي كنت تتعمد تجاهلها،
أمكنة مليئة بالحياة
و تحرك شغفك و تجعل ما هو فيك مدفون يظهر إلى السطح، فتبدوا قوياً قادراً على محاربة الهموم فتضيف لقلبك السعادة والسرور
و البهجة .
لكن انتبه لا تجعل غيوم الأمس تغطي عنك شمس اليوم لا تعش كل الوقت على الذكريات، لا تزال الحياة تجمعنا بأشخاص،و نمر بأماكن قد لا نعتبرها مهمة في بداية الأمر لكننا سوف نشعر بقيمتها عند الابتعاد عنها فنعيش بذكريات و أمل أن تعود من جديد ،
فأحسنوا صنع الذكريات .
في النهاية ماهو شعورك عند مرورك بأماكن شهدت لحظات سعيدة تثير فيك الشوق لمن رحل عنها و تحتفظ ذاكرتنا به ؟
أجمل مافي الأماكن الذكريات ….
الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة
