محمد الرياني
نصفُ ساعةٍ بجانب البحر القريب جعلتني أستنشق هواءَ الأصيلِ الجنوبي، جازان بكل سحرها وجمالها وروعتها تجبرني على أن أخوض في تفاصيل تفاصيلها، أعشقها، أعشقُ أزقتها ورمالها وبحرها وهواءها، أرضها وسماءها، إبداعها وتميزها، ذهبتِ الثلاثون دقيقةً وغادرتُ البحر ولازلتُ أطمع في المزيد من الأنفاس حتى وإن غابت الشمس وألقتْ بنفسها في بحور أخرى، بالقرب من البحر كانت المفاجأة، ذهبتُ لأحتسي كوبًا من القهوة العربية بعد سعادة غامرة ألقاها عليَّ بحرُ جازان، دخلتُ السوقَ الكبير، سياراتُ الأمن تقف بأناقة، لوحةٌ كبيرةٌ مكتوبٌ عليها : “سلامتكم في التزامكم” يبدو أنني لن أذهب للمقهى، تداعتْ أمامي الذكريات، تذكرتُ معارضَ مرور جازان السابقة خلال العقود الثلاثة الماضية، تذكرتُ صديقي الأنيق إسماعيل زين الدين عُرّاب معارضِ مرور جازان، وتذكرتُ تعليم جازان الذي أمضيتُ فيه عقودًا في أكثر من موقع وتذكرتُ مشاركاتِ تعليم جازان في تلك المعارض، أدهشني العنوانُ القصيرُ في مفرداته الكبير في مدلوله : ” سلامتكم في التزامكم” وقد اختصر المحتوى كله في الالتزام ، وهذا من فنون الإبداع في انتقاءِ الألفاظِ المعبرةِ بأقصرِ الطرق من أجل أن يفهم كلُّ شرائحِ المجتمع على اختلاف مستوياتهم هذه الرسالة العظيمة، لم أبرح المكان حتى تعرفتُ على رئيس الرقباء/ أحمد الحريصي ومعه خالد عسيري وخالد الكبيري من مرور جازان ورائد أشقر وعبدالعزيز الشعبي من الدفاع المدني وأحمد عياشي وإبراهيم خردلي من دوريات الأمن ورمزي آل عمر من تعليم جازان، سعدتُ باللغةِ الأنيقةِ الجميلةِ والثقافةِ العاليةِ التي تحدثوا بها، والحرص الشديد على التوعيةِ المروريةِ والأمنيةِ للمجتمع، وازدادتْ سعادتي بأن من بين أفرادِ أمننا مَن يحملُ مع سلاحه سلاح الكلمةِ الرائعةِ المهذبةِ من أجل أن يكون هناك تقاربٌ أكثرُ وانتماءٌ أكبرُ لهذا الوطن، وفي الجانب الآخر ابتهجتُ بحضورِ بناتنا منسوبات التعليم في نشاط الطالباتِ بجازان والأمن والسلامة بتعليم صبيا، وجدتُ لديهن الخبرة الجيدة لإثراءِ ملتقى بهذا المستوى الرفيع، ما أرجوه أن يكون حضورُ المجتمعِ موازيًا للجهودِ المبذولة من القائمين على شعار سلامتكم في التزامكم وذلك بالتسابق لحضورِ هذا الملتقى ؛ لأننا بحاجة ماسة للمزيد من قَبيلِ هذه التوعيةِ الرائعةِ ومايزيدها أهميةً وجمالًا أن نكون معهم جنبًا إلى جنب لنرى هذا الوطن أمنًا وسلامةً وحبًّا وتعاونًا يفوقُ الوصف، شكرًا من الأعماقِ لمرورِ جازان وللقطاعاتِ الأمنيةِ المشاركةِ التي سعدتُ بلقائها، والشكرُ للتعليم في جازان وصبيا، وللقطاعات الخدمية الأخرى على حضورها الوضاء في ملتقى من ملتقياتِ الخيرِ والأمنِ والسلامة.