نحن نرى العالم من حولنا في ضوء تجاربنا الشخصية التي مررنا بها.
كم من صداقات انتهت
و علاقات فشلت بسبب آرائنا ،رغبة دفينة فينا تجعلنا أحيانا دون أن ننتبه ننتقد الآخر .
يقول الكاتب المكسيكي دون ميغل روز في كتابه ” المعاهدات الأربع”:
نفترض أن كل شخص
– يرى الحياة كما نراها
– يفكر كما نفكر
– يحاسب كما نحاسب
– ويغضب كما نغضب
تلك أكبر افتراضية يقوم بها الإنسان، لذلك نخاف أن نكون ذاتنا أمام الآخرين ،
و نعتقد أن الكل سيحاسبنا ويحاكمنا ويغضب من اختلافنا،فقبل أن يرفضنا الآخر،نمارس الرفض أحياناً حتى على ذاتنا .
إليكم المثال الآتي:
ذهبتم مع صديق لكم إلى معرض لوحات فني خرجتم بعدها لمناقشة نظرتكم للمعرض فقال صديقكم :
“يا لها من لوحات رائعة
إنه عمل مدهش” بينما أنتم تظنون أن لا شيء مدهش وأن التجربة كانت مملة ،هل أنتم على خطأ أو أن نظرة صديقكم الفنية سيئة؟
من منكم على حق؟
مهما أسهب صديقكم في الشرح عن جمالية المعرض الفني فلن يقنعكم ،والعكس صحيح.
الحقيقة أننا نخلط دائماً بين نظرتنا للأمور ،وبين الواقع ،فنظن أن كل ما يخالف وجهة نظرنا
غير منطقي ويجب إصلاحه ،وعوض أن نحاول توسيع نظرتنا
نستغل الاختلاف لخلق تميز ،و نصدر أحكام سلبية .
لعلاقات اجتماعية ناجحة علينا :
– التقرب من الآخر
و قبوله على اختلافه ،
و قبول ذواتنا .
– التكيف مع الآخرين
و عدم الانفعالية لأننا نعلم الاختلاف نابع من تجارب شخصية و لكل شخص منا تجاربه
– وعند التعبير عن الرأي يجب أن لا يكون نقدنا جارحا،فهناك فرق كبير بين القول :
“لم يعجبني خيارك”
وبين “أنت فاشل في الاختيار”
الأولى تعبّر عن اختلاف في الذوق .
أما الثانية ففيها تجريح مباشر .
لا يتربى شخص مثل الشخص الآخر ،جميعنا مختلفون بطبعنا .
نحن أمام خيارين:
إما نقف و نتمترس خلف آرائنا .أو نحاول تخطي الحاجز بيننا و بين الآخر لنسمح لنفسنا الدخول إلى عالمه
ومن يدري؟ ربما نقتنع أن لكل قصة ،وجهتي نظر أو أكثر ،ما يعني أن آفاقنا ستتوسع ومعها قدرتنا على التكيف مع الآخرين.
من خلال التكيف مع الآخر ، يمكن للفرد التغلب على جميع العقبات والمشاكل التي قد تواجهه في حياته .
كذلك يساعد التكيف على تفوق الأفراد في عملهم ، والشعور بالراحة النفسية ، حيث يستطيع الفرد المتكيف اجتماعيًا داخل مجتمعه ، ومع أفراد المجتمع من أن ينجح في تحديد الأهداف لنفسه ، والسعي لتحقيق تلك الأهداف.
ندى فنري
مدربة / مستشارة