—————-
الدنيا محطة عبور للحياة الآخرة ، والهدف الأساسي من الوجود بها عبادة الله وحصد الحسنات التي أمرنا بها المولى تبارك وتعالى فهي التي سوف تبقى معنى في القبر عندما نفارق الحياة ومافيها من ملذات وحبايب ونعيم زائل .
اليوم الحياة تغيرت فأصبح هذا وذاك يبحث عن الغنى السريع والشهرة ، وأصبح المال لغة العصر ، وهاجس الصغير والكبير ، الرجل والأنثى ، الفتى والفتاة ، وكأننا خلقنا في هذه الدنيا لجمع المال الذي سنتركة مهما قل أو كثر ونرحل بدونه ، وفي عصرنا الحاضر وجدت قنوات متخصصه لمتابعة رجال الأعمال حول العالم متابعة متوالية دقيقة أولآ بأول لمعرفة حجم أرصيدتهم من السيوله المالية والعقارات وغيرها ، وتصنيفهم ضمن باقات تضم مجموعات حسب مايمتلكون من ثروات تنشر بشكل دوري عبر مجلات متخصصة لذلك .
أنا وأنت وغيرنا سواءآ هنا أو هناك هل يهمنا معرفة تلك المعلومة !
وماذا نستفيد من معرفة أنّ (ط) ثروته تجاوزت ال ١٠٠ مليار .
فأي إنسان يهتم بمتابعة هذه الأمور التي لا تعود عليه بالفائدة يصيبه مرض الهم ، ويكبد نفسه معاناه نفسية تجعله ينظر لنفسه أنه لا قيمة له في هذا الكون لأنه لا يملك من الثروات ما تجعله محط أنظار المجتمع .
وصدق من قال :
من راقب الناس مات همآ .
في حين العاقل يعرف أن هذه الثروات أرزاق مقسمها مالك الملك ، فهي لم تتكاثر لديه بمجهوده ، بل تكاثرت لدية بإرادة الله ، وكلما كثر المال كان الحساب أطول .
ومن يتابع هذه الأخبار ماذا يستفيد من معرفة ما عند هذا وذاك ؛ ومحاسب على تضيعة الوقت فيما لا يعود عليه بالفائدة .
اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك .
نبيه بن مراد العطرجي
0 78 دقيقة واحدة